قوله تعالى : " هنالك تبلو " قرأ ، ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وعاصم : " تبلو " بالباء . وقرأ وابن عامر ، حمزة ، والكسائي ، وخلف وزيد عن يعقوب : [ ص: 28 ] " تتلو " بالتاء . قال : " هنالك " ظرف ، والمعنى : في ذلك الوقت تبلو ، وهو منصوب بتبلو ، إلا أنه غير متمكن ، واللام زائدة ، والأصل : هناك ، وكسرت اللام لسكونها وسكون الألف ، والكاف للمخاطبة . " وتبلو " تختبر ، أي : تعلم ومن قرأ " تتلو " بتاءين فقد فسرها الزجاج وغيره : تتلو من التلاوة ، أي : تقرأ . وفسروه أيضا : تتبع كل نفس ما أسلفت . ومثله قول الشاعر : الأخفش
قد جعلت دلوي تستتليني ولا أريد تبع القرين
أي : تستتبعني ، أي : من ثقلها تستدعي اتباعي إياها .
قوله تعالى : " وردوا " أي : في الآخرة " إلى الله مولاهم الحق " الذي يملك أمرهم حقا ، لا من جعلوا معه من الشركاء . " وضل عنهم " أي : زال وبطل " ما كانوا يفترون " من الآلهة .