اعلم أن الله ، عز وجل ، أمرهم في دخولهم بفعل وقول ، فالفعل السجود ، والقول: حطة ، فغير القوم الفعل والقول .
[ ص: 86 ] فأما تغيير الفعل; ففيه خمسة أقوال .
أحدها: أنهم دخلوا متزحفين على أوراكهم ، رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم . والثاني: أنهم دخلوا من قبل أستاههم ، قاله أبو هريرة ابن عباس والثالث: أنهم دخلوا مقنعي رؤوسهم ، قاله وعكرمة . والرابع: أنهم دخلوا على حروف عيونهم ، قاله ابن مسعود . والخامس: أنهم دخلوا مستلقين ، قاله مجاهد . مقاتل .
وأما تغيير القول; ففيه خمسة أقوال .
أحدها: رواه أنهم قالوا مكان "حطة" حبة في شعرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . أبو هريرة
والثاني: أنهم قالوا: حنطة ، قاله ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، ووهب ، والثالث: أنهم قالوا: حنطة حمراء فيها شعرة ، قاله وابن زيد . والرابع: أنهم قالوا: حبة حنطة مثقوبة فيها شعيرة سوداء ، قاله ابن مسعود . عن أشياخه . والخامس: أنهم قالوا: سنبلاثا ، قاله السدي أبو صالح .
فأما الرجز; فهو العذاب ، قاله الكسائي ، وأبو عبيدة ، وأنشدوا لرؤية: والزجاج .
حتى وقمنا كيده بالرجز
وفي ماهية هذا العذاب ثلاثة أقوال . أحدها: أنه ظلمة وموت ، مات منهم في ساعة واحدة ، أربعة وعشرون ألفا ، وهلك سبعون ألفا عقوبة ، قاله والثاني: أنه أصابهم الطاعون ، عذبوا به أربعين ليلة ثم ماتوا ، قاله ابن عباس . والثالث: أنه الثلج ، هلك به منهم سبعون ألفا ، قاله وهب بن منبه . سعيد بن جبير .