وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين
[ ص: 32 ] قوله تعالى : " وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله " قال : هذا جواب قولهم : الزجاج ائت بقرآن غير هذا أو بدله [يونس :15] وجواب قولهم : افتراه [الفرقان :4] . قال : ومعنى الآية : ما ينبغي لمثل هذا القرآن أن يفترى من دون الله ، فجاءت " أن " على معنى ينبغي . وقال الفراء : يجوز أن تكون " أن " مع " يفترى " مصدرا ، وتقديره : وما كان هذا القرآن افتراء . ويجوز أن تكون " كان " تامة فيكون المعنى : ما نزل هذا القرآن ، وما ظهر هذا القرآن لأن يفترى ، وبأن يفترى ، فتنصب " أن " بفقد الخافض في قول ابن الأنباري ، وتخفض بإضمار الخافض في قول الفراء . وقال الكسائي : معنى " أن يفترى " أي : يضاف إلى غير الله ، أو يختلق . ابن قتيبة
قوله تعالى : " ولكن تصديق الذي بين يديه " فيه ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه تصديق الكتب المتقدمة ، قاله . فعلى هذا ، إنما قال : " الذي " لأنه يريد الوحي . ابن عباس
والثاني : ما بين يديه من البعث والنشور ، ذكره . الزجاج
والثالث : تصديق النبي صلى الله عليه وسلم الذي بين يدي القرآن ، لأنهم شاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم وعرفوه قبل سماعهم القرآن ، ذكره . ابن الأنباري
قوله تعالى : " وتفصيل الكتاب " أي : وبيان الكتاب الذي كتبه الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم الفرائض التي فرضها عليهم .