وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون
قوله تعالى : " وإما نرينك بعض الذي نعدهم " قال المفسرون : كانت وقعة بدر مما أراه الله في حياته من عذابهم . " أو نتوفينك " قبل أن نريك " فإلينا مرجعهم " بعد الموت ، والمعنى : إن لم ننتقم منهم عاجلا ، انتقمنا آجلا .
قوله تعالى : " ثم الله شهيد على ما يفعلون " من الكفر والتكذيب . قال [ ص: 37 ] الفراء : " ثم " هاهنا عطف ، ولو قيل : معناها هناك الله شهيد ، كان جائزا . وقال غيره : " ثم " هاهنا بمعنى الواو . وقرأ ابن أبي عبلة : " ثم الله شهيد " بفتح الثاء ، يراد به : هنالك الله شهيد .
قوله تعالى : " فإذا جاء رسولهم قضي بينهم " فيه ثلاثة أقوال :
أحدها : إذا جاء في الدنيا بعد الإذن له في دعائهم ، قضي بينهم بتعجيل الانتقام منهم ، قاله الحسن . وقال غيره : إذا جاءهم في الدنيا ، حكم عليهم عند اتباعه وخلافه بالطاعة والمعصية .
والثاني : إذا جاء يوم القيامة ، قاله مجاهد . وقال غيره : إذا جاء شاهدا عليهم .
والثالث : إذا جاء في القيامة وقد كذبوه في الدنيا ، قاله ابن السائب .
قوله تعالى : " قضي بينهم بالقسط " فيه قولان : أحدهما : بين الأمة ، فأثيب المحسن وعوقب المسيء . والثاني : بينهم وبين نبيهم .


