وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين
قوله تعالى : " وما تكون في شأن " أي : في عمل من الأعمال ، وجمعه : شؤون . " وما تتلو منه " في هاء الكناية قولان :
أحدهما : أنها تعود إلى الشأن . قال : معنى الآية : أي وقت تكون في شأن من عبادة الله ، وما تلوت من الشأن من قرآن . الزجاج
والثاني : أنها تعود إلى الله تعالى ، فالمعنى : وما تلوت من الله ، أي : من نازل منه من قرآن ، ذكره جماعة من العلماء . والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأمته داخلون فيه ، بدليل قوله : " ولا تعملون من عمل " قال : جمع في هذا ، ليدل على أنهم داخلون في الفعلين الأولين . ابن الأنباري
قوله تعالى : " إذ تفيضون فيه " الهاء عائدة على العمل . قال : تفيضون بمعنى تأخذون فيه . وقال ابن قتيبة : تنتشرون فيه ، يقال : أفاض القوم في الحديث : إذا انتشروا فيه وخاضوا . " الزجاج وما يعزب " معناه : وما يبعد . وقال : [ ص: 43 ] ما يبعد ولا يغيب . وقرأ ابن قتيبة " يعزب " بكسر الزاي هاهنا وفي (سبإ :3) . وقد بينا " الكسائي مثقال ذرة " في سورة (النساء :40) .
قوله تعالى : " ولا أصغر من ذلك ولا أكبر " قرأ الجمهور بفتح الراء فيهما . وقرأ ، حمزة ، وخلف ويعقوب برفع الراء فيهما . قال : من قرأ بالفتح ، فالمعنى : وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة ، ولا مثقال أصغر من ذلك ولا أكبر ، والموضع موضع خفض ، إلا أنه فتح لأنه لا ينصرف . ومن رفع ، فالمعنى : وما يعزب عن ربك مثقال ذرة ولا أصغر ولا أكبر . ويجوز رفعه على الابتداء ، فيكون المعنى ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ، " الزجاج إلا في كتاب مبين " قال : هو اللوح المحفوظ ابن عباس