ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير
[ ص: 75 ] قوله تعالى : " ألا تعبدوا إلا الله " قال : المعنى : فصلت آياته بأن لا تعبدوا إلا الله " الفراء وأن استغفروا " . و " أن " في موضع النصب بإلقائك الخافض .
وقال : المعنى : آمركم أن لا تعبدوا [إلا الله] وأن استغفروا . الزجاج
قال : والمراد بهذه العبادة : التوحيد . والخطاب لكفار مقاتل مكة .
قوله تعالى : " وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه " فيه قولان :
أحدهما : أن الاستغفار والتوبة هاهنا من الشرك ، قاله . مقاتل
والثاني : استغفروه من الذنوب السالفة ، ثم توبوا إليه من المستأنفة متى وقعت . وذكر عن أنه قال : " ثم " هاهنا بمعنى الواو . الفراء
قوله تعالى : " يمتعكم متاعا حسنا " قال : يتفضل عليكم بالرزق والسعة ، وقال ابن عباس : يعمركم . وأصل الإمتاع : الإطالة ، يقال : أمتع الله بك ، ومتع الله بك ، إمتاعا ومتاعا ، والشيء الطويل : ماتع ، يقال : جبل ماتع ، وقد متع النهار : إذا تطاول . ابن قتيبة
وفي المراد بالأجل المسمى قولان :
أحدهما : أنه الموت ، قاله عن أبو صالح ، وبه قال ابن عباس ، الحسن . وقتادة
والثاني : أنه يوم القيامة ، قاله . سعيد بن جبير
قوله تعالى : " ويؤت كل ذي فضل فضله " في هاء الكناية قولان :
أحدهما : أنها ترجع إلى الله تعالى . ثم في معنى الكلام قولان : أحدهما : ويؤت كل ذي فضل من حسنة وخير فضله ، وهو الجنة . والثاني : يؤتيه فضله من الهداية إلى العمل الصالح .
والثاني : أنها ترجع إلى العبد ، فيكون المعنى : ويؤت كل من زاد في إحسانه [ ص: 76 ] وطاعاته ثواب ذلك الفضل الذي زاده ، فيفضله في الدنيا بالمنزلة الرفيعة ، وفي الآخرة بالثواب الجزيل .
قوله تعالى : " وإن تولوا " أي : تعرضوا عما أمرتم به . وقرأ ، أبو عبد الرحمن السلمي وأبو مجلز ، : " وإن تولوا " بضم التاء . " وأبو رجاء فإني أخاف عليكم " فيه إضمار " فقل " . واليوم الكبير : يوم القيامة .