قوله تعالى : " وإن كلا " يشير إلى جميع من قص قصته في هذه السورة . وقال : يعني به كفار هذه الأمة . وقيل : المعنى : وإن كلا لخلق أو بشر " ليوفينهم " . قرأ مقاتل ، أبو عمرو " وإن " مشددة النون ، " لما " خفيفة . واللام في " لما " لام التوكيد ، دخلت على " ما " وهي خبر " إن " . واللام في " ليوفينهم " اللام التي يتلقى بها القسم ، والتقدير : والله ليوفينهم ، ودخلت " ما " للفصل بين اللامين . قال والكسائي : وقيل: إن " ما " زائدة ، لكن دخلت لتفصل بين اللامين اللذين يتلقيان القسم ، وكلاهما مفتوح ، ففصل بـ " ما " بينهما ، وقرأ مكي بن أبي طالب " وإن " بالتخفيف ، وكذلك " لما " . قال ابن كثير : حدثنا من نثق به أنه سمع من سيبويه العرب من يقول : إن عمرا لمنطلق ، فيخففون " إن " ويعملونها وأنشد :
ووجه حسن النحر كأن ثدييه حقان
[ ص: 164 ] وقرأ ، نافع عن وأبو بكر : " وإن " خفيفة ، " لما " مشددة ، والمعنى : وما كلا إلا ; وهذا كما تقول : سألتك لما فعلت ، وإلا فعلت ، ومثله قوله : عاصم إن كل نفس لما عليها حافظ [الطارق :4] . وقرأ ، حمزة ، وابن عامر وحفص عن : " وإن " بالتشديد ، " لما " بالتشديد أيضا . قال عاصم أبو علي : هذه قراءة مشكلة ، لأنه كما لا يحسن : إن زيدا إلا منطلق ، كذلك لا يحسن تثقيل " إن " وتثقيل " لما " . وحكى عن أنه قال : لا أعرف وجه التثقيل في " لما " ، ولم يبعد فيما قال . وقال الكسائي : الأصل فيها " لمن ما " ثم أدغمت النون في الميم ، فاجتمعت ثلاث ميمات في اللفظ ، فحذفت الميم المكسورة ; والتقدير : وإن كلا لمن خلق ليوفينهم . قال : وقيل : التقدير : " لمن ما " بفتح الميم في " من " فتكون " ما " زائدة ، وتحذف إحدى الميمات لتكرير الميم في اللفظ ; والتقدير : لخلق ليوفينهم ، ومعنى الكلام : ليوفينهم جزاء أعمالهم . مكي بن أبي طالب