[ ص: 176 ] سورة يوسف
[عليه السلام]
بسم الله الرحمن الرحيم
الر تلك آيات الكتاب المبين
فصل في نزولها
هي مكية بالإجماع . وفي سبب نزولها قولان : أما القول الأول ، فروي عن قال : سعد بن أبي وقاص الر تلك آيات الكتاب المبين " إلى قوله : " نحن نقص عليك أحسن القصص " ، فتلاه عليهم زمانا ، فقالوا : يا رسول الله ، لو حدثتنا ، فأنزل الله تعالى الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني [الزمر :23] كل ذلك يؤمرون بالقرآن . وقال [ ص: 177 ] أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه ، عليهم زمانا ، فقالوا : يا رسول الله ، لو قصصت علينا ، فأنزل الله تعالى : " : عون بن عبد الله الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني [الزمر :23] ، ثم إنهم ملوا ملة أخرى ، فقالوا : يا رسول الله ، فوق الحديث ، ودون القرآن ، يعنون القصص ، فأنزل الله " نحن نقص عليك أحسن القصص " فأرادوا الحديث ، فدلهم على أحسن الحديث ، وأرادوا القصص ، فدلهم على أحسن القصص . والثاني : رواه مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة ، فقالوا : يا رسول الله حدثنا ، فأنزل الله عز وجل عن الضحاك قال : ابن عباس سألت اليهود النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : حدثنا عن أمر يعقوب وولده وشأن يوسف . فأنزل الله عز وجل " الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا " وذلك أن التوراة بالعبرانية ، والإنجيل بالسريانية ، وأنتم قوم عرب ، ولو أنزلته بغير العربية ما فهمتموه ، وقد بينا تفسير أول هذه السورة في أول (يونس) إلا أنه قد ذكر زيادة وجه في هذه السورة ، فقال : ابن الأنباري لما لحق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملل وسآمة ، فقالوا له : حدثنا بما يزيل عنا هذا الملل ، فقال : " تلك الأحاديث التي تقدرون الانتفاع بها وانصراف الملل ، هي آيات الكتاب المبين "
وفي معنى " المبين " خمسة أقوال :
أحدها : البين حلاله وحرامه ، قاله ، ابن عباس . والثاني : المبين للحروف التي تسقط عن ألسن الأعاجم ، رواه ومجاهد عن خالد بن معدان . والثالث : البين هداه ورشده ، قاله معاذ بن جبل . والرابع : المبين للحق من الباطل . والخامس : البين إعجازه فلا يعارض ، ذكرهما قتادة . الماوردي