نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين
قوله تعالى : " نحن نقص عليك أحسن القصص " قد ذكرنا سبب نزولها في [ ص: 179 ] أول الكلام . وقد خصت بسبب آخر ، فروي عن قال : اجتمع أصحاب سعيد بن جبير محمد صلى الله عليه وسلم إلى ، فقالوا : حدثنا عن التوراة فإنها حسن ما فيها ، فأنزل الله تعالى " سلمان نحن نقص عليك أحسن القصص " يعني : قصص القرآن أحسن مما في التوراة . قال : والمعنى : نحن نبين لك أحسن البيان ، والقاص : الذي يأتي بالقصة على حقيقتها . قال : وقوله : " الزجاج بما أوحينا إليك " أي : بوحينا إليك هذا القرآن .
قال العلماء : وإنما يوسف أحسن القصص ، لأنها جمعت ذكر الأنبياء ، والصالحين ، والملائكة ، والشياطين ، والأنعام ، وسير الملوك ، والمماليك ، والتجار ، والعلماء ، والرجال ، والنساء ، وحيلهن ، وذكر التوحيد ، والفقه ، والسر ، وتعبير الرؤيا ، والسياسة ، والمعاشرة ، وتدبير المعاش ، والصبر على الأذى ، والحلم ; والعز ، والحكم ، إلى غير ذلك من العجائب . سميت قصة
قوله تعالى : " وإن كنت " في " إن " قولان :
أحدهما : أنها بمعنى " قد " . والثاني بمعنى " ما " .
قوله تعالى : " من قبله " قال : من قبل نزول القرآن . " ابن عباس لمن الغافلين " عن علم خبر يوسف وما صنع به إخوته .