قوله تعالى : " وجاءوا على قميصه بدم كذب " قال اللغويون : معناه : بدم مكذوب فيه ، والعرب تجعل المصدر في كثير من الكلام مفعولا ، فيقولون للكذب مكذوب ، وللعقل معقول ، وللجلد مجلود ، قال الشاعر :
حتى إذا لم يتركوا لعظامه لحما ولا لفؤاده معقولا
أراد : عقلا . وقال الآخر :
قد والذي سمك السماء بقدرة بلغ العزاء وأدرك المجلود
يريد : أدرك الجلد . ويقولون : ليس لفلان عقد رأي ، ولا معقود رأي ، ويقولون : هذا ماء سكب ، يريدون : مسكوبا ، وهذا شراب صب ، يريدون : مصبوبا ، [ ص: 193 ] وماء غور ، يعنون : غائرا ، ورجل صوم ، يريدون : صائما ، وامرأة نوح ، يريدون : نائحة ; وهذا الكلام مجموع قول ، الفراء ، والأخفش ، والزجاج في آخرين . وابن قتيبة
قال : أخذوا جديا فذبحوه ، ثم غمسوا قميص ابن عباس يوسف في دمه ، وأتوه به وليس فيه خرق ، فقال : كذبتم ، لو كان أكله الذئب لخرق القميص . وقال : كان دم ظبية . وقرأ قتادة : " بدم كذبا " بالنصب . وقرأ ابن أبي عبلة ، ابن عباس ، والحسن : " بدم كدب " بالدال غير معجمة ، أي : بدم طري . وأبو العالية
قوله تعالى : " بل سولت " أي : زينت " لكم أنفسكم أمرا " غير ما تصفون " فصبر جميل " قال : المعنى : فشأني صبر جميل ، والذي أعتقده صبر جميل . وقال الخليل : الصبر مرفوع ، لأنه عزى نفسه وقال : ما هو إلا الصبر ، ولو أمرهم بالصبر ، لكان نصبا . وقال الفراء قطرب : المعنى : فصبري صبر جميل . وقرأ ، ابن مسعود ، وأبي : " فصبرا جميلا " بالنصب . قال وأبو المتوكل : والصبر الجميل ، لا جزع فيه ، ولا شكوى إلى الناس . الزجاج
قوله تعالى : " والله المستعان على ما تصفون " فيه قولان :
أحدهما : على ما تصفون من الكذب . والثاني : على احتمال ما تصفون .