قوله تعالى: فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون .
من قال: أقاموا في طلبها أربعين سنة; قال: ضربوا قبره ، ومن لم يقل ذلك ، قال: ضربوا جسمه قبل دفنه . وفي الذي ضرب به ستة أقوال .
أحدها: أنه ضرب بالعظم الذي يلي الغضروف ، رواه عن عكرمة قال ابن عباس . وذلك العظم هو أصل الأذن ، وزعم قوم أنه لا يكسر ذلك العظم من أحد فيعيش . قال أبو سليمان الدمشقي: الغضروف في الأذن ، وهو ما أشبه العظم الرقيق من فوق الشحمة ، وجميع أعلى صدفة الأذن ، وهو معلق الشنوف ، فأما العظمان اللذان خلف الأذن الناتئان من مؤخر الأذن ، فيقال لهما: الخشاوان ، وأحدهما: خشاء ، وخششاء . الزجاج:
والثاني: أنه ضرب بالفخذ ، روي عن أيضا ، ابن عباس وعكرمة ، ومجاهد ، وذكر وقتادة ، عكرمة أنه الفخذ الأيمن . ومجاهد
والثالث: أنه البضعة التي بين الكتفين . رواه عن أشياخه . السدي
والرابع: أنه الذنب ، رواه عن ليث [ ص: 102 ] . والخامس: أنه عجب الذنب ، وهو عظم بني عليه البدن ، روي عن مجاهد سعيد بن جبير .
والسادس: أنه اللسان ، قاله الضحاك .
وفي الكلام اختصار تقديره: فقلنا: اضربوه ببعضها ليحيا ، فضربوه فيحي ، فقام فأخبر بقاتله .
وفي قاتله أربعة أقوال . أحدها: بنو أخيه ، رواه عطية عن والثاني: ابنا عمه ، رواه ابن عباس . عن أبو صالح وهذان القولان يدلان على أن قاتله أكثر من واحد . والثالث: ابن أخيه ، قال ابن عباس ، عن أشياخه السدي وعبيدة . والرابع: أخوه ، قاله عبد الرحمن بن زيد .
قوله تعالى: كذلك يحيي الله الموتى : فيه قولان .
أحدهما: أنه خطاب لقوم موسى . والثاني: لمشركي قريش ، احتج عليهم إذ جحدوا البعث بما يوافق عليه أهل الكتاب ، قال وآياته: عجائبه . أبو عبيدة: