[ ص: 269 ] قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم
قوله تعالى : " قال بل سولت لكم أنفسكم " في الكلام اختصار ، والمعنى : فرجعوا إلى أبيهم فقالوا له ذلك ، فقال لهم هذا ، وقد شرحناه في أول السورة [يوسف :18] .
واختلفوا لأي علة قال لهم هذا القول ، على ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه ظن أن الذي تخلف منهم ، إنما تخلف حيلة ومكرا ليصدقهم ، قاله . وهب بن منبه
والثاني : أن المعنى : سولت لكم أنفسكم أن خروجكم بأخيكم يجلب نفعا ، فجر ضررا ، قاله . ابن الأنباري
والثالث : سولت لكم أنه سرق ، وما سرق .
قوله تعالى : " عسى الله أن يأتيني بهم جميعا " يعني : يوسف وبنيامين وأخاهما المقيم بمصر . وقال : أقام مقاتل بمصر يهوذا وشمعون ، فاراد بقوله : " أن يأتيني بهم " يعني الأربعة
قوله تعالى : " إنه هو العليم " أي : بشدة حزني ، وقيل : بمكانهم ، " الحكيم " فيما حكم علي .