حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين
قوله تعالى : " حتى إذا استيئس الرسل " المعنى متعلق بالآية الأولى ، فتقديره : وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا ، فدعوا قومهم ، فكذبوهم ، وصبروا وطال دعاؤهم وتكذيب قومهم حتى إذا استيأس الرسل ، وفيه قولان :
أحدهما : استيأسوا من تصديق قومهم ، قاله . ابن عباس
والثاني : من أن نعذب قومهم ، قاله . " مجاهد وظنوا أنهم قد كذبوا " قرأ ، ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو : " كذبوا " مشددة الذال مضمومة الكاف ، والمعنى : وتيقن الرسل أن قومهم قد كذبوهم ، فيكون الظن هاهنا بمعنى اليقين ، هذا قول وابن عامر ، وعطاء ، وقتادة . وقرأ الحسن ، عاصم ، وحمزة : " كذبوا " خفيفة ، والمعنى : ظن قومهم أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النصر ، لأن الرسل لا يظنون ذلك . وقرأ والكسائي أبو رزين ، ، ومجاهد : " كذبوا " بفتح الكاف والذال خفيفة ، والمعنى : ظن قومهم أيضا أنهم قد كذبوا ، قاله والضحاك . الزجاج
قوله تعالى : " جاءهم نصرنا " يعني : الرسل " فننجي من نشاء " قرأ ، ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وحمزة : " فننجي " بنونين ، الأولى [ ص: 297 ] مضمومة والثانية ساكنة والياء ساكنة . وقرأ والكسائي ، ابن عامر ، وأبو بكر وحفص ، جميعا عن ، عاصم ويعقوب : " فنجي " مشددة الجيم مفتوحة الياء بنون واحدة ، يعني : المؤمنين ، نجوا عند نزول العذاب .