وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون .
قوله تعالى: وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة وهم: اليهود . وفيما عنوا بهذه الأيام قولان .
[ ص: 107 ] أحدهما: أنهم أرادوا أربعين يوما ، قاله ابن عباس ، وعكرمة ، وأبو العالية ، وقتادة ، والسدي .
ولماذا قدروها بأربعين؟ فيه ثلاثة أقوال .
أحدها: أنهم قالوا: بين طرفي جهنم مسيرة أربعين سنة ، ونحن نقطع مسيرة كل سنة في يوم ، ثم ينقضي العذاب وتهلك النار ، قاله ابن عباس .
والثاني: أنهم قالوا: عتب علينا ربنا في أمر ، فأقسم ليعذبنا أربعين ليلة ، ثم يدخلنا الجنة ، فلن تمسنا النار إلا أربعين يوما تحلة القسم ، وهذا قول الحسن وأبي العالية .
والثالث: أنها عدد الأيام التي عبدوا فيها العجل ، قاله مقاتل .
والقول الثاني: أن الأيام المعدودة سبعة أيام ، وذلك لأن عندهم أن الدنيا سبعة آلاف ، سنة والناس يعذبون لكل ألف سنة يوما من أيام الدنيا ، ثم ينقطع العذاب ، قاله ابن عباس .