وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون .
قوله تعالى: وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم أي: لا يسفك بعضكم دم بعض ، ولا يخرج بعضكم بعضا من داره . قال ثم أقررتم يومئذ بالعهد ، وأنتم اليوم تشهدون على ذلك ، فالإقرار على هذا متوجه إلى سلفهم ، والشاهدة متوجهة إلى خلفهم . ابن عباس: ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم أي: يقتل بعضكم بعضا . روى عن أشياخه قال: كانت السدي قريظة خلفاء الأوس ، والنضير حلفاء الخزرج ، فكانوا يقاتلون في حرب سمير فيقاتل بنو قريظة مع حلفائها النضير وحلفاءها ، وكانت [ ص: 111 ] النضير تقاتل قريظة وحلفاءها ، فيغلبونهم ويخربون الديار ويخرجون منها ، فإذا أسر الرجل من الفريقين كليهما ، جمعوا له حتى يفدوه ، فتعيرهم العرب بذلك ، فتقول: كيف تقاتلونهم وتفدونهم؟! فيقولون: أمرنا أن نفديهم ، حرم علينا قتلهم . فتقول العرب: فلم تقاتلونهم؟ فيقولون: نستحيي أن يستذل حلفاؤنا ، فعيرهم الله ، عز وجل ، فقال: