تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون
قوله تعالى : " تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك " قال المفسرون : هذه [ ص: 462 ] تعزية للنبي صلى الله عليه وسلم " فزين لهم الشيطان أعمالهم " الخبيثة حتى عصوا وكذبوا ، " فهو وليهم اليوم " فيه قولان :
أحدهما : أنه يوم القيامة ، قاله ، ابن السائب ، كأنهما أرادا : فهو وليهم يوم تكون لهم النار . ومقاتل
والثاني : أنه الدنيا ، فالمعنى فهو مواليهم في الدنيا " ولهم عذاب أليم " في الآخرة ، قاله . أبو سليمان الدمشقي
قوله تعالى : " إلا لتبين لهم " يعني : الكفار " الذي اختلفوا فيه " أي : ما خالفوا فيه المؤمنين من التوحيد والبعث والجزاء ، فالمعنى : أنزلناه بيانا لما وقع فيه الاختلاف .