الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين
قوله تعالى : " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله " قال : منعوا الناس من طاعة الله والإيمان ابن عباس بمحمد صلى الله عليه وسلم .
قوله تعالى : " زدناهم عذابا فوق العذاب " إنما نكر العذاب [الأول] ، لأنه نوع خاص لقوم بأعيانهم ، وعرف العذاب الثاني ، لأنه العذاب الذي يعذب به أكثر أهل النار ، فكان في شهرته بمنزلة النار في قول القائل : نعوذ بالله من النار ، وقد قيل : إنما زيدوا هذا العذاب على ما يستحقونه من عذابهم ، بصدهم عن سبيل الله .
[ ص: 482 ] وفي صفة هذا العذاب الذي زيدوا أربعة أقوال :
أحدها : أنها عقارب كأمثال النخل الطوال ، رواه عن مسروق . ابن مسعود
والثاني : أنها حيات كأمثال الفيلة ، وعقارب كأمثال البغال ، رواه عن زر . ابن مسعود
والثالث : أنها خمسة أنهار من صفر مذاب تسيل من تحت العرش يعذبون بها ، ثلاثة على مقدار الليل ، واثنان على مقدار النهار ، قاله . ابن عباس
والرابع : أنه الزمهرير ، ذكره . ابن الأنباري
قال : يخرجون من حر النار إلى الزمهرير ، فيتبادرون من شدة برده إلى النار . الزجاج
قوله تعالى : " وجئنا بك شهيدا على هؤلاء " وفي المشار إليهم قولان :
أحدهما : أنهم قومه ، قاله . ابن عباس
والثاني : أمته ، قاله . وتم الكلام هاهنا . ثم قال : " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا " قال مقاتل : التبيان : اسم في معنى البيان . الزجاج
فأما قوله تعالى : " لكل شيء " فقال العلماء بالمعاني : لكل شيء من أمور الدين ، إما بالنص عليه ، أو بالإحالة على ما يوجب العلم ، مثل بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إجماع المسلمين .