من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون
قوله تعالى : " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن " في سبب نزولها قولان : أحدهما : أن امرأ القيس المتقدم ذكره أقر بالحق الذي هم أن يحلف عليه ، فنزلت فيه : " من عمل صالحا " ، وهو إقراره بالحق ، قاله عن أبو صالح . ابن عباس
والثاني : أن ناسا من أهل التوراة ، وأهل الإنجيل ، وأهل الأوثان ، جلسوا ، فتفاضلوا ، فنزلت هذه الآية ، قاله . أبو صالح
قوله تعالى : " فلنحيينه حياة طيبة " اختلفوا أين تكون هذه الحياة الطيبة على ثلاثة أقوال :
أحدها : أنها في الدنيا ، رواه عن العوفي . ثم فيها للمفسرين تسعة أقوال : أحدها : أنها القناعة ، قاله ابن عباس علي عليه السلام ، في رواية ، وابن عباس في [ ص: 489 ] رواية، والحسن . والثاني : أنها الرزق الحلال ، رواه ووهب بن منبه عن أبو مالك . وقال ابن عباس : يأكل حلالا ويلبس حلالا . والثالث : أنها السعادة ، رواه الضحاك علي بن أبي طلحة عن . والرابع : أنها الطاعة ، قاله ابن عباس . والخامس : أنها رزق يوم بيوم ، قاله عكرمة . والسادس : أنها الرزق الطيب ، والعمل الصالح ، قاله قتادة . والسابع : أنها حلاوة الطاعة ، قاله إسماعيل بن أبي خالد . والثامن : العافية والكفاية . والتاسع : الرضى بالقضاء، ذكرهما أبو بكر الوراق . الماوردي
والثاني : أنها في الآخرة ، قاله ، الحسن ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، وذلك إنما يكون في الجنة . وابن زيد
والثالث : أنها في القبر ، رواه أبو غسان عن شريك .