[ ص: 194 ] ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون . حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون . ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون
قوله تعالى: ويوم نحشر من كل أمة فوجا الفوج : الجماعة من الناس كالزمرة ، والمراد به : الرؤساء والمتبوعون في الكفر ، حشروا وأقيمت الحجة عليهم . وقد سبق معنى يوزعون [النمل : 17] . حتى إذا جاءوا إلى موقف الحساب ، قال الله تعالى لهم : أكذبتم بآياتي؟! هذا استفهام إنكار عليهم ووعيد لهم ، ولم تحيطوا بها علما فيه قولان .
أحدهما : لم تعرفوها حق معرفتها .
والثاني : لم تحيطوا علما ببطلانها . والمعنى : إنكم لم تتفكروا في صحتها ، أماذا كنتم تعملون في الدنيا فيما أمرتكم به ونهيتكم عنه؟! .
قوله تعالى: ووقع القول عليهم قد شرحناه آنفا [النمل : 82] بما ظلموا أي : بما أشركوا فهم لا ينطقون بحجة عن أنفسهم . ثم احتج عليهم بالآية التي تلي هذه . ومعنى قوله : والنهار مبصرا أي : يبصر فيه لابتغاء الرزق .