ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين . قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون
قوله تعالى إنا مهلكو أهل هذه القرية يعنون قرية لوط .
قوله تعالى: لننجينه قرأ نافع، ، وأبو عمرو وابن عامر، " لننجينه " و " إنا منجوك " بتشديد الحرفين، وخففهما وعاصم: حمزة، وروى والكسائي . أبو بكر عن " لننجينه " مشددة، و " إنا منجوك " مخففة ساكنة النون . وقد سبق شرح ما أخللنا بذكره [هود: 77] إلى قوله: عاصم: إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا وهو الحصب والخسف .
قوله تعالى: ولقد تركنا منها في المكني عنها قولان .
أحدهما: أنها الفعلة التي فعل بهم; فعلى هذا في الآية ثلاثة أقوال . أحدها: أنها الحجارة التي أدركت أوائل هذه الأمة، قاله والثاني: الماء الأسود على وجه الأرض، قاله قتادة . . والثالث: الخبر عما صنع بهم . مجاهد
[ ص: 271 ] والثاني: أنها القرية; فعلى هذا في المراد بالآية ثلاثة أقوال .
أحدها: أنها آثار منازلهم الخربة، قاله ابن عباس .
والثاني: أن الآية في قريتهم إلى الآن أن أساسها أعلاها وسقوفها أسفلها، حكاه أبو سليمان الدمشقي .
والثالث : أن المعنى: تركناها آية، تقول: إن في السماء لآية، تريد أنها هي الآية قاله الفراء .