وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون . يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون
قوله تعالى: وعد الله أي: وعد الله وعدا لا يخلف الله وعده أن الروم يظهرون على فارس ولكن أكثر الناس يعني كفار مكة لا يعلمون أن الله لا يخلف وعده في ذلك .
ثم وصف كفار مكة، فقال: يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا قال هي المعايش . وقال عكرمة: يعلمون بنيان قصورها وتشقيق أنهارها . وقال الضحاك: يعلمون متى زرعهم و[ متى] حصادهم، ولقد بلغ والله من علم أحدهم بالدنيا أنه ينقر الدرهم بظفره فيخبرك بوزنه ولا يحسن يصلي . الحسن:
قوله تعالى: وهم عن الآخرة هم غافلون لأنهم لا يؤمنون بها . قال وذكرهم ثانية يجري مجرى التوكيد، كما تقول: زيد هو عالم، وهو أوكد من قولك: زيد عالم . الزجاج:
قوله تعالى: أولم يتفكروا في أنفسهم قال معناه: أولم يتفكروا فيعلموا، فحذف " فيعلموا " لأن في الكلام دليلا [عليه] ومعنى الزجاج: إلا بالحق : [ ص: 290 ] إلا للحق، أي: لإقامة الحق وأجل مسمى وهو وقت الجزاء . وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون المعنى: لكافرون بلقاء ربهم، فقدمت الباء، لأنها متصلة بـ " كافرون " ; وما اتصل بخبر " إن " جاز أن يقدم قبل اللام، ويجوز أن تدخل اللام بعد مضي الخبر من غير خلاف بين النحويين، لا يجوز أن تقول: إن زيدا كافر لبالله، لأن اللام حقها أن تدخل على الابتداء أو الخبر، أو بين الابتداء والخبر، لأنها تؤكد الجملة . وقال في قوله: مقاتل وأجل مسمى : للسماوات والأرض أجل ينتهيان إليه، وهو يوم القيامة، وإن كثيرا من الناس يعني كفار مكة بلقاء ربهم أي: بالبعث لكافرون .