[ ص: 240 ] سورة السجدة
مكية [كلها] بإجماعهم، ويقال لها: سجدة المؤمن، ويقال لها: المصابيح .
بسم الله الرحمن الرحيم
حم . تنزيل من الرحمن الرحيم . كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون . بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون . وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون . قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين . الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون . إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون .
قوله تعالى: تنزيل قال يجوز أن يرتفع "تنزيل" بـ الفراء: حم ،ويجوز أن يرتفع بإضمار "هذا" . وقال : "تنزيل" مبتدأ، وخبره [ ص: 241 ] "كتاب فصلت آياته"، هذا مذهب البصريين . و الزجاج قرآنا منصوب على الحال، المعنى: بينت آياته في حال جمعه، لقوم يعلمون أي: لمن يعلم .
قوله تعالى: فأعرض أكثرهم يعني أهل مكة فهم لا يسمعون تكبرا عنه، وقالوا قلوبنا في أكنة أي: في أغطية فلا نفقه قولك . وقد سبق بيان "الأكنة" و "الوقر" في [الأنعام: 25] . ومعنى الكلام: إنا في ترك القبول منك بمنزلة من لا يسمع ولا يفهم، ومن بيننا وبينك حجاب أي: حاجز في النحلة والدين . قال و "من" هاهنا للتوكيد . الأخفش:
قوله تعالى: فاعمل فيه قولان . أحدهما: اعمل في إبطال أمرنا إنا عاملون على إبطال أمرك . والثاني: اعمل على دينك إنا عاملون على ديننا .
قل إنما أنا بشر مثلكم أي: لولا الوحي لما دعوتكم .
فاستقيموا إليه أي: توجهوا إليه بالطاعة، واستغفروه من الشرك .
قوله تعالى: الذين لا يؤتون الزكاة فيه خمسة أقوال .
أحدها: لا يشهدون أن "لا إله إلا الله"، رواه ابن أبي طلحة عن وبه قال ابن عباس، والمعنى: لا يطهرون أنفسهم من الشرك بالتوحيد . عكرمة،
والثاني: لا يؤمنون بالزكاة ولا يقرون بها، قاله الحسن، وقتادة .
[ ص: 242 ] والثالث: لا يزكون أعمالهم، قاله مجاهد، والربيع .
والرابع: لا يتصدقون، ولا ينفقون في الطاعات، قاله الضحاك، ومقاتل .
والخامس: لا يعطون زكاة أموالهم، قال كانوا يحجون ويعتمرون ولا يزكون . ابن السائب:
قوله تعالى: غير ممنون أي: غير مقطوع ولا منقوص .