nindex.php?page=treesubj&link=29294_29509_31002_32096_34109_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين . nindex.php?page=treesubj&link=29294_29778_32096_34109_34225_34226_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم . nindex.php?page=treesubj&link=29294_29680_29694_30526_30538_32096_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم . nindex.php?page=treesubj&link=29294_30525_30532_30539_33679_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن وبخ الله عز وجل بهذه الآية كفار
قريش بما آمنت به الجن . وفي سبب صرفهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أقوال .
أحدها: أنهم صرفوا إليه بسبب ما حدث من رجمهم بالشهب . روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم في "الصحيحين" من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654540انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين، فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما ذاك إلا من شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الأمر، فمر النفر الذين توجهوا نحو تهامة بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو بـ "نخلة" وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا [ ص: 388 ] القرآن تسمعوا له، فقالوا: هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك رجعوا إلى قومهم nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2يهدي إلى الرشد [الجن: 1 -2] . فأنزل الله على نبيه nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن [الجن: 1] . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=890858ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن، ولا رآهم، وإنما أتوه وهو بـ "نخلة" فسمعوا القرآن .
والثاني: أنهم صرفوا إليه لينذرهم، وأمر أن يقرأ عليهم القرآن، هذا مذهب جماعة، منهم
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . وفي أفراد
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16588علقمة قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=657690قلت لعبد الله: من كان منكم مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ فقال: ما كان منا معه أحد، فقدناه ذات ليلة ونحن بمكة، فقلنا: اغتيل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو استطير، فانطلقنا نطلبه في الشعاب، فلقيناه مقبلا من نحو حراء، فقلنا: يا رسول الله، أين كنت؟ لقد أشفقنا عليك، وقلنا له: بتنا الليلة بشر ليلة بات بها قوم حين فقدناك، فقال: "إنه أتاني داعي الجن، فذهبت أقرئهم القرآن"، فذهب بنا، فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم . وقال قتادة: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني أمرت أن أقرأ على الجن، فأيكم يتبعني؟" فأطرقوا، ثم استتبعهم فأطرقوا، ثم استتبعهم الثالثة فأطرقوا، فأتبعه nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود، فدخل نبي الله صلى الله عليه وسلم شعبا يقال له: "شعب الحجون"، وخط على عبد الله خطا ليثبته به، قال: فسمعت لغطا شديدا حتى خفت على نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما رجع قلت: يا نبي الله، ما اللغط [ ص: 389 ] الذي سمعت؟ قال: "اجتمعوا إلي في قتيل كان بينهم، فقضيت بينهم بالحق"
والثالث: أنهم مروا به وهو يقرأ، فسمعوا القرآن . فذكر بعض المفسرين أنه لما يئس من أهل
مكة أن يجيبوه، خرج إلى
الطائف ليدعوهم إلى الإسلام- وقيل: ليلتمس نصرهم- وذلك بعد موت
أبي طالب، فلما كان
ببطن نخلة قام يقرأ القرآن في صلاة الفجر، فمر به نفر من أشراف جن نصيبين، فاستمعوا القرآن . فعلى هذا القول والقول الأول، لم يعلم بحضورهم حتى أخبره الله تعالى; وعلى القول الثاني، علم بهم حين جاءوا . وفي المكان الذي سمعوا فيه تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم قولان . أحدهما:
الحجون، وقد ذكرناه عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . والثاني:
بطن نخلة، وقد ذكرناه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
وأما النفر، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : يقال: إن النفر ما بين الثلاثة إلى العشرة . وللمفسرين في عدد هؤلاء النفر ثلاثة أقوال .
أحدها: أنهم كانوا سبعة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=15916وزر بن حبيش، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . [ ص: 390 ] والثاني: تسعة، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12047أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثالث: اثني عشر ألفا، روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة، ولا يصح، لأن النفر لا يطلق على الكثير .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29فلما حضروه أي: حضروا استماعه، و
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29قضي يعني: فرغ من تلاوته
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29ولوا إلى قومهم منذرين أي: محذرين عذاب الله عز وجل إن لم يؤمنوا .
وهل أنذروا قومهم من قبل أنفسهم، أم جعلهم رسول الله رسلا إلى قومهم؟ فيه قولان .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء: كان دين أولئك الجن اليهودية، فلذلك قالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30من بعد موسى .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31أجيبوا داعي الله يعنون
محمدا صلى الله عليه وسلم . وهذا يدل على أنه أرسل إلى الجن والإنس .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31يغفر لكم من ذنوبكم "من" هاهنا صلة .
[ ص: 391 ] قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32فليس بمعجز في الأرض أي: لا يعجز الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32وليس له من دونه أولياء أي: أنصار يمنعونه من عذاب الله تعالى أولئك الذين لا يجيبون الرسل في ضلال مبين .
nindex.php?page=treesubj&link=29294_29509_31002_32096_34109_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ . nindex.php?page=treesubj&link=29294_29778_32096_34109_34225_34226_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ . nindex.php?page=treesubj&link=29294_29680_29694_30526_30538_32096_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . nindex.php?page=treesubj&link=29294_30525_30532_30539_33679_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ وَبَخَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ كَفَّارَ
قُرَيْشٍ بِمَا آمَنَتْ بِهِ الْجِنُّ . وَفِي سَبَبِ صَرْفِهِمْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: أَنَّهُمْ صُرِفُوا إِلَيْهِ بِسَبَبِ مَا حَدَثَ مِنْ رَجْمِهِمْ بِالشُّهُبِ . رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=17080وَمُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحَيْنِ" مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654540انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ، فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ، فَقَالُوا: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ، قَالُوا: مَا ذَاكَ إِلَّا مِنْ شَيْءٍ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا فَانْظُرُوا مَا هَذَا الْأَمْرُ، فَمَرَّ النَّفَرُ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِـ "نَخْلَةَ" وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا [ ص: 388 ] الْقُرْآنَ تَسَمَّعُوا لَهُ، فَقَالُوا: هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَهُنَالِكَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ [الْجِنِّ: 1 -2] . فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ [الْجِنِّ: 1] . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=890858مَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِنِّ، وَلَا رَآهُمْ، وَإِنَّمَا أَتَوْهُ وَهُوَ بِـ "نَخْلَةَ" فَسَمِعُوا الْقُرْآنَ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُمْ صُرِفُوا إِلَيْهِ لِيُنْذِرَهُمْ، وَأُمِرَ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، هَذَا مَذْهَبُ جَمَاعَةٍ، مِنْهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ . وَفِي أَفْرَادِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16588عَلْقَمَةَ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=657690قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ؟ فَقَالَ: مَا كَانَ مِنَّا مَعَهُ أَحَدٌ، فَقَدْنَاهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَنَحْنُ بِمَكَّةَ، فَقُلْنَا: اِغْتِيلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوِ اسْتُطِيرَ، فَانْطَلَقْنَا نَطْلُبُهُ فِي الشِّعَابِ، فَلَقِينَاهُ مُقْبِلًا مِنْ نَحْوِ حِرَاءَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ كُنْتَ؟ لَقَدْ أَشْفَقْنَا عَلَيْكَ، وَقُلْنَا لَهُ: بِتْنَا اللَّيْلَةَ بِشَّرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ حِينَ فَقَدْنَاكَ، فَقَالَ: "إِنَّهُ أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ، فَذَهَبْتُ أُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ"، فَذَهَبَ بِنَا، فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ . وَقَالَ قَتَادَةُ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَى الْجِنِّ، فَأَيُّكُمْ يَتْبَعُنِي؟" فَأَطْرَقُوا، ثُمَّ اسْتَتْبَعَهُمْ فَأَطْرَقُوا، ثُمَّ اسْتَتْبَعَهُمُ الثَّالِثَةَ فَأَطْرَقُوا، فَأَتْبَعَهُ nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَدَخَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِعْبًا يُقَالُ لَهُ: "شِعْبُ الْحَجُونِ"، وَخَطَّ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ خَطًّا لِيُثْبِتَهُ بِهِ، قَالَ: فَسَمِعْتُ لَغَطًا شَدِيدًا حَتَّى خِفْتُ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَجَعَ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا اللَّغَطُ [ ص: 389 ] الَّذِي سَمِعْتُ؟ قَالَ: "اجْتَمَعُوا إِلَيَّ فِي قَتِيلٍ كَانَ بَيْنَهُمْ، فَقَضَيْتُ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ"
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُمْ مَرُّوا بِهِ وَهُوَ يَقْرَأُ، فَسَمِعُوا الْقُرْآنَ . فَذَكَرَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّهُ لَمَّا يَئِسَ مِنْ أَهْلِ
مَكَّةَ أَنْ يُجِيبُوهُ، خَرَجَ إِلَى
الطَّائِفِ لِيَدْعُوَهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ- وَقِيلَ: لِيَلْتَمِسَ نَصْرَهُمْ- وَذَلِكَ بَعْدَ مَوْتِ
أَبِي طَالِبٍ، فَلَمَّا كَانَ
بِبَطْنِ نَخْلَةَ قَامَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَمَرَّ بِهِ نَفَرٌ مِنْ أَشْرَافِ جِنِّ نَصِيبِينَ، فَاسْتَمَعُوا الْقُرْآنَ . فَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ وَالْقَوْلِ الْأَوَّلِ، لَمْ يَعْلَمْ بِحُضُورِهِمْ حَتَّى أَخْبَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى; وَعَلَى الْقَوْلِ الثَّانِي، عَلِمَ بِهِمْ حِينَ جَاءُوا . وَفِي الْمَكَانِ الَّذِي سَمِعُوا فِيهِ تِلَاوَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَانِ . أَحَدُهُمَا:
الْحَجُونَ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ . وَالثَّانِي:
بَطْنُ نَخْلَةَ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
وَأَمَّا النَّفَرُ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ : يُقَالُ: إِنَّ النَّفَرَ مَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إِلَى الْعَشْرَةِ . وَلِلْمُفَسِّرِينَ فِي عَدَدِ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: أَنَّهُمْ كَانُوا سَبْعَةً، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ، nindex.php?page=showalam&ids=15916وَزِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ، وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ . [ ص: 390 ] وَالثَّانِي: تِسْعَةً، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12047أَبُو صَالِحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَالثَّالِثُ: اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ، وَلَا يَصِحُّ، لِأَنَّ النَّفَرَ لَا يُطْلَقُ عَلَى الْكَثِيرِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29فَلَمَّا حَضَرُوهُ أَيْ: حَضَرُوا اسْتِمَاعَهُ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29قُضِيَ يَعْنِي: فَرَغَ مِنْ تِلَاوَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ أَيْ: مُحَذِّرِينَ عَذَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا .
وَهَلْ أَنْذَرُوا قَوْمَهُمْ مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِهِمْ، أَمْ جَعَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ؟ فِيهِ قَوْلَانِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٌ: كَانَ دِينُ أُولَئِكَ الْجِنِّ الْيَهُودِيَّةَ، فَلِذَلِكَ قَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30مِنْ بَعْدِ مُوسَى .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ يَعْنُونَ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ أُرْسِلَ إِلَى الْجِنِّ وَالْإِنْسِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ "مِنْ" هَاهُنَا صِلَةٌ .
[ ص: 391 ] قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ أَيْ: لَا يُعْجِزُ اللَّهَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أَيْ: أَنْصَارٌ يَمْنَعُونَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ تَعَالَى أُولَئِكَ الَّذِينَ لَا يُجِيبُونَ الرُّسُلَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ .