كذبت قوم لوط بالنذر إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر فذوقوا عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر
قوله تعالى: إنا أرسلنا عليهم حاصبا قال المفسرون: هي الحجارة التي قذفوا بها "إلا آل لوط" يعني لوطا وابنتيه "نجيناهم" من ذلك العذاب "بسحر" قال "سحر" ها هنا يجري لأنه نكرة، كقوله: نجيناهم بليل، فإذا ألقت الفراء: العرب منه الباء لم يجر، لأن لفظهم به بالألف واللام، يقولون: ما زال عندنا منذ السحر، لا يكادون يقولون غيره، فإذا حذفت منه الألف واللام لم يصرف . وقال إذا كان السحر نكرة يراد به سحر من الأسحار انصرف ، فإذا أردت سحر يومك لم ينصرف . الزجاج:
[ ص: 99 ] قوله تعالى: كذلك نجزي من شكر قال من وحد الله تعالى لم يعذب مع المشركين . مقاتل:
قوله تعالى ولقد راودوه عن ضيفه أي: طلبوا أن يسلم إليهم أضيافه، وهم الملائكة فطمسنا أعينهم وهو أن جبريل ضرب أعينهم بجناحه فأذهبها . وقد ذكرنا القصة في سورة [هود: 81] . وتم الكلام ها هنا، ثم قال: "فذوقوا" أي: فقلنا لقوم لوط لما جاءهم العذاب: ذوقوا "عذابي ونذر" أي: ما أنذركم به لوط، " ولقد صبحهم بكرة" أي: أتاهم صباحا "عذاب مستقر" أي: نازل بهم . قال استقر بهم العذاب بكرة . قال مقاتل: الفراء: والعرب تجري "غدوة" "وبكرة" ولا تجريهما، وأكثر الكلام في "غدوة" ترك الإجراء، وأكثر في "بكرة" أن تجرى، فمن لم يجرها جعلها معرفة، لأنها اسم يكون أبدا في وقت واحد بمنزلة "أمس" و"غد" ، وأكثر ما تجري العرب "غدوة"، إذا قرنت بعشية، يقولون: إني لآتيهم غدوة وعشية، [وبعضهم يقول: "غدوة" فلا يجريها، وعشية"] فيجريها، ومنهم من لا يجري "عشية" لكثرة ما صحبت "غدوة" . وقال الغدوة والبكرة إذا كانتا نكرتين نونتا وصرفتا فإذا أردت بهما بكرة يومك، وغداة يومك، لم تصرفهما، والبكرة ها هنا نكرة، فالصرف أجود لأنه لم يثبت رواية في أنه كان في يوم كذا في شهر كذا . الزجاج