إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم
قوله تعالى: إن الذين يحادون الله ورسوله قد ذكرنا معنى المحادة في [التوبة: 63] ومعنى "كبتوا" في "آل عمران" عند قوله تعالى: أو يكبتهم [آية: 127] . وقال أخزوا يوم ابن عباس: الخندق بالهزيمة كما أخزي الذين من قبلهم ممن قاتل الرسل .
قوله تعالى: يوم يبعثهم الله جميعا أي: من قبورهم فينبئهم بما عملوا من معاصيه، وتضييع فرائضه "أحصاه الله" أي: حفظه الله عليهم "ونسوه والله على كل شيء" من أعمالهم في السر والعلانية "شهيد" ألم تر أي: ألم تعلم .
قوله تعالى: ما يكون من نجوى ثلاثة وقرأ "ما تكون" بالتاء . قال أبو جعفر النجوى: السرار . وقال ابن قتيبة: ما يكون من خلوة [ ص: 188 ] ثلاثة يسرون شيئا، ويتناجون به "إلا هو رابعهم" أي: عالم به . "ونجوى" مشتق من النجوة، وهو ما ارتفع . وقرأ الزجاج: يعقوب "ولا أكثر" بالرفع . وقال الضحاك: "إلا هو معهم" أي: علمه معهم .