[ ص: 376 ] سورة الجن
كلها مكية بإجماعهم
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29294_34109_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا nindex.php?page=treesubj&link=28662_29294_34225_34513_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا nindex.php?page=treesubj&link=29294_29705_34513_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا nindex.php?page=treesubj&link=29294_29706_34106_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=4وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا nindex.php?page=treesubj&link=29294_29706_34106_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا nindex.php?page=treesubj&link=29294_34106_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا nindex.php?page=treesubj&link=29294_34221_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=7وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا nindex.php?page=treesubj&link=29294_32436_34108_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا nindex.php?page=treesubj&link=28797_29294_32436_34108_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا nindex.php?page=treesubj&link=29294_34513_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=10وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا nindex.php?page=treesubj&link=29294_34106_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا nindex.php?page=treesubj&link=33679_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا nindex.php?page=treesubj&link=29294_29675_29680_34109_34113_34135_34225_34513_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا nindex.php?page=treesubj&link=29294_31757_34106_34113_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=14وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا nindex.php?page=treesubj&link=28797_30428_30437_30539_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=15وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا nindex.php?page=treesubj&link=29680_30196_30550_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=16وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا nindex.php?page=treesubj&link=28797_30539_34308_34513_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=17لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا [ ص: 377 ] قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن قد ذكرنا سبب نزول هذه الآية في [الأحقاف: 29] وبينا هنالك سبب استماعهم . ومعنى "النفر" وعددهم، فأما قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قرآنا عجبا فمعناه: بليغا يعجب منه لبلاغته
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2 "يهدي إلى الرشد" أي: يدعو إلى الصواب من التوحيد والإيمان
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2 "ولن نشرك بربنا" أي: لن نعدل بربنا أحدا من خلقه . وقيل: عنوا إبليس، أي: لا نطيعه في الشرك بالله .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وأنه تعالى جد ربنا اختلف القراء في اثنتي عشرة همزة في هذه السورة، وهي: "وأنه تعالى"، "وأنه كان يقول"، "وأنا ظننا"، "وأنه كان رجال"، "وأنهم ظنوا"، " وأنا لمسنا"، "وأنا كنا"، " وأنا لا ندري"، "وأنا منا"، " وأنا ظننا أن لن نعجز الله"، "وأنا لما سمعنا"، "وأنا منا"، ففتح الهمزة في هذه المواضع
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر، nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي، nindex.php?page=showalam&ids=15833وخلف، وحفص عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم، ووافقهم
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر في ثلاثة مواضع "وأنه تعالى"، "وأنه كان يقول"، "وأنه كان رجال"، وكسر الباقيات .
وقرأ الباقون بكسرهن . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: والذي يختاره النحويون في هذه السورة أن ما كان من الوحي قيل فيه: "أن" بالفتح، وما كان من قول الجن قيل: "إن" بالكسر . معطوف على قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1إنا سمعنا قرآنا عجبا وعلى هذا يكون المعنى: وقالوا: إنه تعالى جد ربنا، وقالوا: إنه كان يقول سفيهنا . فأما من فتح، فذكر بعض النحويين: يعني الفراء، أنه معطوف على الهاء في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2فآمنا به وبأنه تعالى جد ربنا . وكذلك ما بعد هذا . وهذا رديء في القياس، لا يعطف على الهاء المتمكنة المخفوضة إلا بإظهار الخافض . ولكن وجهه
[ ص: 378 ] أن يكون محمولا على معنى آمنا به، فيكون المعنى: وصدقنا أنه تعالى جد ربنا . وللمفسرين في معنى "تعالى جد ربنا" سبعة أقوال .
أحدها: قدرة ربنا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: غنى ربنا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن . والثالث: جلال ربنا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة . والرابع: عظمة ربنا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . والخامس: أمر ربنا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي . والسادس: ارتفاع ذكره وعظمته، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل . والسابع: ملك ربنا وثناؤه وسلطانه، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة "وأنه كان يقول سفيهنا" فيه قولان .
أحدهما: أنه إبليس، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة .
والثاني: أنه كفارهم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل . و"الشطط" الجور، والكذب، وهو: وصفه بالشريك، والولد . ثم قالت الجن: "
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا" وقرأ
يعقوب: "أن لن تقول" بفتح القاف، وتشديد الواو . والمعنى: ظنناهم صادقين في قولهم: لله صاحبة وولد، وما ظنناهم يكذبون حتى سمعنا القرآن، يقول الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن وذلك أن الرجل في الجاهلية كان إذا سافر فأمسى في قفر من الأرض قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه، فيبيت في جوار منهم حتى يصبح . ومنه حديث
كردم بن أبي السائب الأنصاري، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=939632خرجت مع أبي إلى المدينة في حاجة، وذلك أول ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فآوانا المبيت إلى راعي غنم، فلما انتصف الليل جاء ذئب، فأخذ حملا من الغنم، فوثب الراعي فنادى: يا عامر الوادي جارك، فنادى مناد لا نراه: [ ص: 379 ] يا سرحان أرسله . فإذا الحمل يشتد حتى دخل في الغنم لم تصبه كدمة، فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6 "وأنه كان رجال من الإنس . . . " الآية .
وفي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6فزادوهم رهقا قولان .
أحدهما: أن الإنس زادوا الجن رهقا لتعوذهم بهم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل . والمعنى: أنهم لما استعاذوا بسادتهم قالت السادة: قد سدنا الجن والإنس .
والثاني: أن الجن زادوا الإنس رهقا، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: زادوهم سفها وطغيانا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: زادوهم ضلالا . وأصل الرهق: العيب . ومنه يقال: فلان يرهق في دينه .
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=7وأنهم ظنوا يقول الله عز وجل: ظن الجن "كما ظننتم"
[ ص: 380 ] أيها الإنس المشركون أنه لا بعث . وقالت الجن: "
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8وأنا لمسنا السماء" أي: أتيناها
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8 "فوجدناها ملئت حرسا شديدا" وهم الملائكة الذين يحرسونها من استراق السمع
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8 "وشهبا" جمع شهاب، وهو النجم المضيء :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع" أي: كنا نستمع، فالآن حين حاولنا الاستماع بعد بعث
محمد صلى الله عليه وسلم رمينا بالشهب . ومعنى "رصدا" قد أرصد له المرمى به "
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=10وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض" بإرسال
محمد إليهم، فيكذبونه، فيهلكون
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=10 "أم أراد بهم ربهم رشدا" وهو أن يؤمنوا فيهتدوا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل . والثاني: أنه قول كفرة الجن، والمعنى: لا ندري أشر أريد بمن في الأرض بحدوث الرجم بالكواكب، أم صلاح؟ قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء . ثم أخبروا عن حالهم، فقالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11 "وأنا منا الصالحون" وهم المؤمنون المخلصون
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11 "ومنا دون ذلك" فيه قولان .
أحدهما: أنهم المشركون .
والثاني: أنهم أهل الشر دون الشرك
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11 "كنا طرائق قددا" قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: أي: فرقا مختلفة أهواؤنا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: واحد الطرائق: طريقة، وواحد القدد: قدة، أي: ضروبا وأجناسا ومللا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي: الجن مثلكم، فمنهم قدرية، ومرجئة، ورافضة .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12وأنا ظننا أي: أيقنا
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12 "أن لن نعجز الله في الأرض" أي: لن نفوته إذا أراد بنا أمرا
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12 "ولن نعجزه هربا" أي: أنه يدركنا حيث كنا
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13 "وأنا لما سمعنا الهدى" وهو القرآن الذي أتى به
محمد صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13 "آمنا به" أي: صدقنا أنه من عند الله عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13 "فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا" أي: نقصا من الثواب
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13 "ولا رهقا" أي: ولا ظلما ومكروها يغشاه
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=14 "وأنا منا المسلمون" قال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: المخلصون لله
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=14 "ومنا القاسطون" وهم المردة . قال
[ ص: 381 ] nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: القاسطون: الجائرون . يقال: قسط: إذا جار، وأقسط: إذا عدل . قال المفسرون: هم الكافرون
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=14 "فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا" أي: توخوه، وأموه . ثم انقطع كلام الجن . قال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: ثم رجع إلى كفار
مكة فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=16وأن لو استقاموا على الطريقة يعني: طريقة الهدى، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي، واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج . قال: لأن الطريقة ها هنا بالألف واللام معرفة، فالأوجب أن تكون طريقة الهدى . وذهب قوم إلى أن المراد بها: طريقة الكفر، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب، والربيع، nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء، nindex.php?page=showalam&ids=13436وابن قتيبة، nindex.php?page=showalam&ids=16248وابن كيسان . فعلى القول الأول يكون المعنى: لو آمنوا لوسعنا عليهم "لنفتنهم" أي: لنختبرهم "فيه" فننظر كيف شكرهم؟ ، والماء الغدق: الكثير . وإنما ذكر الماء مثلا، لأن الخير كله يكون بالمطر، فأقيم مقامه إذ كان سببه . وعلى الثاني: يكون المعنى: لو استقاموا على الكفر فكانوا كفارا كلهم، لأكثرنا لهم المال لنفتنهم فيه عقوبة واستدراجا، ثم نعذبهم على ذلك . وقيل: لأكثرنا لهم الماء فأغرقناهم، كقوم
نوح nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=17 "ومن يعرض عن ذكر ربه" يعني: القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=17 "يسلكه" قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير، nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع، nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو، nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر "نسلكه" بالنون . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم، nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بالياء .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=17 "عذابا صعدا" قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: أي: عذابا شاقا . يقال: تصعدني الأمر: إذا شق علي . ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: ما تصعدني شيء ما تصعدتني خطبة النكاح .
ونرى أصل هذا كله من الصعود، لأنه شاق، فكني به عن المشقات . وجاء في التفسير أنه جبل في النار يكلف صعوده، وسنذكره عند قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=17سأرهقه [ ص: 382 ] صعودا [المدثر: 17] إن شاء الله تعالى .
[ ص: 376 ] سُورَةُ الْجِنِّ
كُلُّهَا مَكِّيَّةٌ بِإِجْمَاعِهِمْ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29294_34109_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا nindex.php?page=treesubj&link=28662_29294_34225_34513_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29294_29705_34513_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29294_29706_34106_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=4وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا nindex.php?page=treesubj&link=29294_29706_34106_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا nindex.php?page=treesubj&link=29294_34106_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا nindex.php?page=treesubj&link=29294_34221_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=7وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29294_32436_34108_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا nindex.php?page=treesubj&link=28797_29294_32436_34108_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29294_34513_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=10وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29294_34106_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا nindex.php?page=treesubj&link=33679_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا nindex.php?page=treesubj&link=29294_29675_29680_34109_34113_34135_34225_34513_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا nindex.php?page=treesubj&link=29294_31757_34106_34113_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=14وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا nindex.php?page=treesubj&link=28797_30428_30437_30539_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=15وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا nindex.php?page=treesubj&link=29680_30196_30550_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=16وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا nindex.php?page=treesubj&link=28797_30539_34308_34513_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=17لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا [ ص: 377 ] قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ قَدْ ذَكَرْنَا سَبَبَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ فِي [الْأَحْقَافِ: 29] وَبَيَّنَّا هُنَالِكَ سَبَبَ اسْتِمَاعِهِمْ . وَمَعْنَى "النَّفَرِ" وَعَدَدَهُمْ، فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قُرْآنًا عَجَبًا فَمَعْنَاهُ: بَلِيغًا يُعْجَبُ مِنْهُ لِبَلَاغَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2 "يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ" أَيْ: يَدْعُو إِلَى الصَّوَابِ مِنَ التَّوْحِيدِ وَالْإِيمَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2 "وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا" أَيْ: لَنْ نَعْدِلَ بِرَبِّنَا أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ . وَقِيلَ: عَنَوْا إِبْلِيسَ، أَيْ: لَا نُطِيعُهُ فِي الشِّرْكِ بِاللَّهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا اخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ هَمْزَةً فِي هَذِهِ السُّورَةِ، وَهِيَ: "وَأَنَّهُ تَعَالَى"، "وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ"، "وَأَنَّا ظَنَنَّا"، "وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ"، "وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا"، " وَأَنَّا لَمَسْنَا"، "وَأَنَّا كُنَّا"، " وَأَنَّا لَا نَدْرِي"، "وَأَنَّا مِنَّا"، " وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ"، "وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا"، "وَأَنَّا مِنَّا"، فَفَتَحَ الْهَمْزَةَ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابْنُ عَامِرٍ، nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ، nindex.php?page=showalam&ids=15833وَخَلَفٌ، وَحَفْصٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ، وَوَافَقَهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبُو جَعْفَرٍ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ "وَأَنَّهُ تَعَالَى"، "وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ"، "وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ"، وَكَسَرَ الْبَاقِيَاتِ .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهِنَّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: وَالَّذِي يَخْتَارُهُ النَّحْوِيُّونَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ أَنَّ مَا كَانَ مِنَ الْوَحْيِ قِيلَ فِيهِ: "أَنَّ" بِالْفَتْحِ، وَمَا كَانَ مِنْ قَوْلِ الْجِنِّ قِيلَ: "إِنَّ" بِالْكَسْرِ . مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا وَعَلَى هَذَا يَكُونُ الْمَعْنَى: وَقَالُوا: إِنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا، وَقَالُوا: إِنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا . فَأَمَّا مَنْ فَتَحَ، فَذَكَرَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: يَعْنِي الْفَرَّاءَ، أَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى الْهَاءِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2فَآمَنَّا بِهِ وَبِأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا . وَكَذَلِكَ مَا بَعْدَ هَذَا . وَهَذَا رَدِيءٌ فِي الْقِيَاسِ، لَا يُعْطَفُ عَلَى الْهَاءِ الْمُتَمَكِّنَةِ الْمَخْفُوضَةِ إِلَّا بِإِظْهَارِ الْخَافِضِ . وَلَكِنَّ وَجْهَهُ
[ ص: 378 ] أَنْ يَكُونَ مَحْمُولًا عَلَى مَعْنَى آمَنَّا بِهِ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى: وَصَدَّقْنَا أَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا . وَلِلْمُفَسِّرِينَ فِي مَعْنَى "تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا" سَبْعَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: قُدْرَةُ رَبِّنَا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَالثَّانِي: غِنَى رَبِّنَا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ . وَالثَّالِثُ: جَلَالُ رَبِّنَا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ، nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ . وَالرَّابِعُ: عَظَمَةُ رَبِّنَا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ . وَالْخَامِسُ: أَمْرُ رَبِّنَا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ . وَالسَّادِسُ: ارْتِفَاعُ ذِكْرِهِ وَعَظَمَتِهِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ . وَالسَّابِعُ: مُلْكُ رَبِّنَا وَثَنَاؤُهُ وَسُلْطَانُهُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ "وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا" فِيهِ قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ إِبْلِيسُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُ كُفَّارُهُمْ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ . وَ"الشَّطَطُ" الْجَوْرَ، وَالْكَذِبُ، وَهُوَ: وَصْفُهُ بِالشَّرِيكِ، وَالْوَلَدِ . ثُمَّ قَالَتِ الْجِنُّ: "
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا" وَقَرَأَ
يَعْقُوبُ: "أَنْ لَنْ تَقَوَّلَ" بِفَتْحِ الْقَافِ، وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ . وَالْمَعْنَى: ظَنَنَّاهُمْ صَادِقِينَ فِي قَوْلِهِمْ: لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَوَلَدٌ، وَمَا ظَنَنَّاهُمْ يَكْذِبُونَ حَتَّى سَمِعْنَا الْقُرْآنَ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ وَذَلِكَ أَنَّ الرَّجُلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ إِذَا سَافَرَ فَأَمْسَى فِي قَفْرٍ مِنَ الْأَرْضِ قَالَ: أَعُوذُ بِسَيِّدِ هَذَا الْوَادِي مِنْ شَرِّ سُفَهَاءِ قَوْمِهِ، فَيَبِيتُ فِي جِوَارٍ مِنْهُمْ حَتَّى يُصْبِحَ . وَمِنْهُ حَدِيثُ
كَرَدْمِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=939632خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى الْمَدِينَةِ فِي حَاجَةٍ، وَذَلِكَ أَوَّلَ مَا ذُكِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، فَآوَانَا الْمَبِيتُ إِلَى رَاعِي غَنَمٍ، فَلَمَّا انْتَصَفَ اللَّيْلُ جَاءَ ذِئْبٌ، فَأَخَذَ حَمَلًا مِنَ الْغَنَمِ، فَوَثَبَ الرَّاعِي فَنَادَى: يَا عَامِرَ الْوَادِي جَارُكَ، فَنَادَى مُنَادٍ لَا نَرَاهُ: [ ص: 379 ] يَا سَرْحَانُ أَرْسِلْهُ . فَإِذَا الْحَمَلُ يَشْتَدُّ حَتَّى دَخَلَ فِي الْغَنَمِ لَمْ تُصِبْهُ كَدْمَةٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6 "وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ . . . " الْآيَةُ .
وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6فَزَادُوهُمْ رَهَقًا قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْإِنْسَ زَادُوا الْجِنَّ رَهَقًا لِتَعَوُّذِهِمْ بِهِمْ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ . وَالْمَعْنَى: أَنَّهُمْ لَمَّا اسْتَعَاذُوا بِسَادَتِهِمْ قَالَتِ السَّادَةُ: قَدْ سُدْنَا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ .
وَالثَّانِي: أَنَّ الْجِنَّ زَادُوا الْإِنْسَ رَهَقًا، ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ: زَادُوهُمْ سَفَهًا وَطُغْيَانًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: زَادُوهُمْ ضَلَالًا . وَأَصْلُ الرَّهَقِ: الْعَيْبُ . وَمِنْهُ يُقَالُ: فُلَانٌ يَرْهَقُ فِي دِينِهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=7وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ظَنَّ الْجِنُّ "كَمَا ظَنَنْتُمْ"
[ ص: 380 ] أَيُّهَا الْإِنْسُ الْمُشْرِكُونَ أَنَّهُ لَا بَعْثَ . وَقَالَتِ الْجِنُّ: "
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ" أَيْ: أَتَيْنَاهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8 "فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا" وَهُمُ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَحْرُسُونَهَا مِنِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8 "وَشُهُبًا" جَمْعُ شِهَابٍ، وَهُوَ النَّجْمُ الْمُضِيءُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ" أَيْ: كُنَّا نَسْتَمِعُ، فَالْآنَ حِينَ حَاوَلْنَا الِاسْتِمَاعَ بَعْدَ بَعْثِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُمِينَا بِالشُّهُبِ . وَمَعْنَى "رَصَدًا" قَدْ أَرْصَدَ لَهُ الْمَرْمَى بِهِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=10وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ" بِإِرْسَالِ
مُحَمَّدٍ إِلَيْهِمْ، فَيُكَذِّبُونَهُ، فَيَهْلَكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=10 "أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا" وَهُوَ أَنْ يُؤْمِنُوا فَيَهْتَدُوا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ . وَالثَّانِي: أَنَّهُ قَوْلُ كَفَرَةِ الْجِنِّ، وَالْمَعْنَى: لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ بِحُدُوثِ الرَّجْمِ بِالْكَوَاكِبِ، أَمْ صَلَاحٌ؟ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ . ثُمَّ أَخْبَرُوا عَنْ حَالِهِمْ، فَقَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11 "وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ" وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ الْمُخْلِصُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11 "وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ" فِيهِ قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُمُ الْمُشْرِكُونَ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُمْ أَهْلُ الشَّرِّ دُونَ الشِّرْكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11 "كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا" قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: أَيْ: فِرَقًا مُخْتَلِفَةً أَهْوَاؤُنَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ: وَاحِدُ الطَّرَائِقِ: طَرِيقَةٌ، وَوَاحِدُ الْقِدَدُ: قِدَةٌ، أَيْ: ضُرُوبًا وَأَجْنَاسًا وَمِلَلًا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ: الْجِنُّ مِثْلُكُمْ، فَمِنْهُمْ قَدَرِيَّةٌ، وَمُرْجِئَةٌ، وَرَافِضَةٌ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12وَأَنَّا ظَنَنَّا أَيْ: أَيْقَنَّا
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12 "أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ" أَيْ: لَنْ نَفُوتَهُ إِذَا أَرَادَ بِنَا أَمْرًا
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12 "وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا" أَيْ: أَنَّهُ يُدْرِكُنَا حَيْثُ كُنَّا
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13 "وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى" وَهُوَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَتَى بِهِ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13 "آمَنَّا بِهِ" أَيْ: صَدَّقْنَا أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13 "فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا" أَيْ: نَقْصًا مِنَ الثَّوَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13 "وَلا رَهَقًا" أَيْ: وَلَا ظُلْمًا وَمَكْرُوهًا يَغْشَاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=14 "وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ" قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ: الْمُخْلِصُونَ لِلَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=14 "وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ" وَهُمُ الْمَرَدَةُ . قَالَ
[ ص: 381 ] nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: الْقَاسِطُونَ: الْجَائِرُونَ . يُقَالُ: قَسَطَ: إِذَا جَارَ، وَأَقْسَطَ: إِذَا عَدَلَ . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: هُمُ الْكَافِرُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=14 "فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا" أَيْ: تَوَخَّوْهُ، وَأَمُّوهُ . ثُمَّ انْقَطَعَ كَلَامُ الْجِنِّ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى كُفَّارِ
مَكَّةَ فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=16وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ يَعْنِي: طَرِيقَةَ الْهُدَى، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنِ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ، nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ، وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ . قَالَ: لِأَنَّ الطَّرِيقَةَ هَا هُنَا بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ مَعْرِفَةٌ، فَالْأَوْجَبُ أَنْ تَكُونَ طَرِيقَةَ الْهُدَى . وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا: طَرِيقَةُ الْكُفْرِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ، وَالرَّبِيعُ، nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ، nindex.php?page=showalam&ids=13436وَابْنُ قُتَيْبَةَ، nindex.php?page=showalam&ids=16248وَابْنُ كَيْسَانَ . فَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ يَكُونُ الْمَعْنَى: لَوْ آمَنُوا لَوَسَّعْنَا عَلَيْهِمْ "لِنَفْتِنَهُمْ" أَيْ: لِنَخْتَبِرَهُمْ "فِيهِ" فَنَنْظُرَ كَيْفَ شُكْرُهُمْ؟ ، وَالْمَاءُ الْغَدَقُ: الْكَثِيرُ . وَإِنَّمَا ذَكَرَ الْمَاءَ مَثَلًا، لِأَنَّ الْخَيْرَ كُلَّهُ يَكُونُ بِالْمَطَرِ، فَأُقِيمَ مَقَامَهُ إِذْ كَانَ سَبَبَهُ . وَعَلَى الثَّانِي: يَكُونُ الْمَعْنَى: لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الْكُفْرِ فَكَانُوا كُفَّارًا كُلُّهُمْ، لَأَكْثَرْنَا لَهُمُ الْمَالَ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ عُقُوبَةً وَاسْتِدْرَاجًا، ثُمَّ نُعَذِّبُهُمْ عَلَى ذَلِكَ . وَقِيلَ: لَأَكْثَرْنَا لَهُمُ الْمَاءَ فَأَغْرَقْنَاهُمْ، كَقَوْمِ
نُوحٍ nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=17 "وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ" يَعْنِي: الْقُرْآنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=17 "يَسْلُكْهُ" قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ، nindex.php?page=showalam&ids=17192وَنَافِعٌ، nindex.php?page=showalam&ids=12114وَأَبُو عَمْرٍو، nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنُ عَامِرٍ "نَسْلُكْهُ" بِالنُّونِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٌ، nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِالْيَاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=17 "عَذَابًا صَعَدًا" قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: أَيْ: عَذَابًا شَاقًّا . يُقَالُ: تَصَعَّدَنِي الْأَمْرُ: إِذَا شَقَّ عَلَيَّ . وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ: مَا تَصَعَّدَنِي شَيْءٌ مَا تَصَعَّدَتْنِي خِطْبَةُ النِّكَاحِ .
وَنَرَى أَصْلَ هَذَا كُلِّهِ مِنَ الصُّعُودِ، لِأَنَّهُ شَاقٌّ، فَكُنِّيَ بِهِ عَنِ الْمَشَقَّاتِ . وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّهُ جَبَلٌ فِي النَّارِ يُكَلَّفُ صُعُودُهُ، وَسَنَذْكُرُهُ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=17سَأُرْهِقُهُ [ ص: 382 ] صَعُودًا [الْمُدَّثِّرِ: 17] إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .