قوله تعالى: (فهزموهم) أي: كسروهم وردوهم ، قال أصل الهزم في اللغة: كسر الشيء ، وثني بعضه على بعض ، يقال: سقاء منهزم [ومهزم ] إذا كان بعضه قد ثني على بعض مع جفاف ، وقصب منهزم: قد كسر وشقق ، الزجاج: والعرب تقول: هزمت على زيد ، أي: عطفت عليه .
قال الشاعر:
هزمت عليك اليوم يا ابنة مالك فجودي علينا بالنوال وأنعمي
[ ص: 300 ] ويقال: سمعت هزمة الرعد ، قال كأنه صوت فيه تشقق . الأصمعي:
ودواد: هو نبي الله أبو سليمان ، وهو اسم أعجمي ، وقيل: إن إخوة داود كانوا مع طالوت ، فمضى داود لينظر إليهم ، فنادته أحجار: خذني ، فأخذها ، وجاء إلى طالوت ، فقال: ما لي إن قتلت جالوت ، فقال: ثلث ملكي ، وأنكحك ابنتي ، فقتل جالوت .
قوله تعالى: وآتاه الله الملك يعني آتى داود ملك طالوت . وفي المراد بـ"الحكمة" هاهنا قولان . أحدهما: أنها النبوة ، قاله والثاني: الزبور ، قاله ابن عباس . قوله تعالى: مقاتل . (وعلمه مما يشاء) فيه ثلاثة أقوال . أحدها: أنها صنعة الدروع ، والثاني: الزبور ، والثالث: منطق الطير .
قوله تعالى: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض قرأ الجمهور (دفع الله) بغير ألف هاهنا ، وفي "الحج" وقرأ نافع ، ويعقوب ، (ولولا دفاع) بألف فيهما . قال وأبان أبو علي: المعنيان متقاربان ، قال الشاعر:
ولقد حرصت بأن أدافع عنهم فإذا المنية أقبلت لا تدفع
وفي معنى الكلام قولان . أحدهما: أن معناه: لولا أن الله يدفع بمن أطاعه عمن عصاه ، كما دفع عن المتخلفين عن طالوت بمن أطاعه ، لهلك العصاة بسرعة العقوبة ، قاله والثاني: أن معناه: لولا دفع الله المشركين بالمسلمين ، لغلب المشركون على الأرض ، فقتلوا المسلمين ، وخربوا المساجد ، قاله مجاهد . ومعنى: مقاتل . (لفسدت الأرض) لهلك أهلها .