وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم .
قوله تعالى: (وإن كنتم على سفر) إنما خص السفر ، لأن الأغلب عدم الكاتب ، والشاهد فيه . ومقصود الكلام: إذا عدمتم التوثق بالكتاب ، والإشهاد ، فخذوا . الرهن
قوله تعالى: فرهان قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، (فرهن) بضم الراء والهاء من غير ألف ، وأسكن الهاء وعبد الوارث . ووجهه التخفيف . وقرأ عبد الوارث نافع ، ، وعاصم وابن عامر ، وحمزة ، (فرهان) بكسر الراء ، وفتح الهاء ، وإثبات [ ص: 342 ] الألف . قال والكسائي من قرأ (فرهان) أراد: جمع رهن ، ومن قرأ (فرهن) أراد: جمع رهان ، فكأنه جمع الجمع . ابن قتيبة:
قوله تعالى: (مقبوضة) يدل على أن من شرط لزوم الرهن القبض ، وقبض الرهن أخذه من راهنه منقولا ، فإن كان مما لا ينقل ، كالدور والأرضين ، فقبضه تخلية راهنه بينه وبين مرتهنه .
قوله تعالى: فإن أمن بعضكم بعضا أي: فإن وثق رب الدين بأمانة الغريم ، فدفع ماله بغير كتاب ، ولا شهود ، ولا رهن ، (فليؤد الذي اؤتمن) وهو المدين (أمانته وليتق الله ربه) أن يخون من ائتمنه .
قوله تعالى: (فإنه آثم قلبه) قال عن أشياخه: فإنه فاجر قلبه . قال السدي إنما أضاف الإثم إلى القلب ، لأن المآثم تتعلق بعقد القلب ، وكتمان الشهادة إنما هو عقد النية لترك أدائها . القاضي أبو يعلى: