يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين .
قوله تعالى: (يا مريم اقنتي لربك) قد سبق شرح القنوت في "البقرة" وفي المراد به هاهنا أربعة أقوال . أحدها: أنه العبادة ، قاله والثاني: طول القيام في الصلاة ، قاله [ ص: 388 ] الحسن . والثالث: الطاعة ، قاله مجاهد . قتادة ، والسدي ، والرابع: الإخلاص ، قاله وابن زيد . وفي تقديم السجود على الركوع أربعة أقوال . أحدها: أن الواو لا تقتضي الترتيب ، وإنما تؤذن بالجمع ، فالركوع مقدم ، قاله سعيد بن جبير . في آخرين . والثاني: أن المعنى استعملي السجود في حال ، والركوع في حال ، لا أنها يجتمعان في ركعة ، فكأنه حث لها على فعل الخير . والثالث: أنه مقدم ومؤخر ، والمعنى: اركعي واسجدي ، كقوله تعالى: الزجاج إني متوفيك ورافعك إلي [ آل عمران: 55 ] . ذكرهما والرابع: أنه كذلك كان في شريعتهم تقديم السجود على الركوع ، ذكره ابن الأنباري . قال أبو سليمان الدمشقي . ومعناه: اركعي مع المصلين قراء مقاتل: بيت المقدس . قال سجدت حتى قرحت . مجاهد: