ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون [ ص: 403 ] قوله تعالى: (ها أنتم) قرأ "هأنتم" مثل: هعنتم ، فأبدل من همزة الاستفهام "الهاء" أراد: أأنتم . وقرأ ابن كثير نافع و"هانتم" ممدودا ، استفهام بلا همزة ، وقرأ وأبو عمرو عاصم ، وابن عامر ، وحمزة ، "ها أنتم" ممدودا مهموزا ، ولم يختلفوا في مد "هؤلاء" و"أولاء" . والكسائي .
قوله تعالى: (فيما لكم به علم) فيه قولان . أحدهما: أنه ما رأوا وعاينوا ، قاله والثاني: ما أمروا به ، ونهوا عنه ، قاله قتادة . فأما الذي ليس لهم به علم ، فهو شأن السدي . إبراهيم عليه السلام . وقد روى عن أبو صالح أنه كان بين ابن عباس إبراهيم وموسى ، خمسمائة وخمس وسبعون سنة . وبين موسى وعيسى ألف وستمائة واثنتان وثلاثون سنة . وقال كان بين ابن إسحاق: إبراهيم وموسى خمسمائة وخمس وستون سنة ، وبين موسى وعيسى ألف وتسعمائة وخمس وعشرون سنة . وقد سبق في (البقرة) معنى الحنيف .