ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين .
قوله تعالى: (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه) في سبب نزولها قولان . أحدهما: أن رؤساء اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: لقد علمت أنا أولى بدين إبراهيم منك ، وأنه كان يهوديا ، وما بك إلا الحسد ، فنزلت هذه الآية . ومعناها: أحق الناس بدين إبراهيم ، الذين اتبعوه على دينه ، وهذا النبي صلى الله عليه وسلم على دينه ، قاله والثاني: أن ابن عباس . عمرو بن العاص أراد أن يغضب على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النجاشي إنهم ليشتمون للنجاشي: عيسى . فقال ما يقول صاحبكم في النجاشي: عيسى؟ فقالوا: يقول: إنه عبد الله وروحه ، وكلمته ألقاها إلى مريم . فأخذ من سواكه قدر ما يقذي العين ، فقال: والله ما زاد على ما يقول صاحبكم ما يزن هذا القذى ، ثم قال: أبشروا ، فلا دهورة اليوم على حزب النجاشي إبراهيم .
[ ص: 404 ] قال عمرو بن العاص : ومن حزب إبراهيم؟ قال هؤلاء الرهط وصاحبهم . فأنزل الله يوم خصومتهم على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية ، هذا قول عبد الرحمن بن غنم .