ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون .
قوله تعالى: (أين ما ثقفوا) معناه: أدركوا ووجدوا ، وذلك أنهم أين نزلوا احتاجوا إلى عهد من أهل المكان ، وأداء جزية . قال أدركتهم هذه الأمة ، وإن المجوس لتجبيهم الجزية . وأما الحبل ، فقال الحسن: ابن عباس ، وعطاء ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي ، الحبل: العهد ، قال بعضهم: ومعنى الكلام: إلا بعهد يأخذونه من المؤمنين بإذن الله . قال وابن زيد: وما بعد الاستثناء في قوله تعالى: الزجاج: (إلا بحبل من الله) ليس من الأول ، وإنما المعنى: أنهم أذلاء ، إلا أنهم يعتصمون بالعهد إذا أعطوه . وقد سبق في "البقرة" تفسير باقي الآية .