إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون .
قوله تعالى: (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا) قال كانت التبوئة في ذلك الوقت . وتفشلا: تجبنا ، وتخورا . الزجاج: (والله وليهما) ، أي: ناصرهما . قال نحن هم جابر بن عبد الله: بنو سلمة ، وبنو حارثة ، وما نحب أن لو لم يكن ذلك لقول الله: (والله وليهما) . وقال هما طائفتان من الحسن الأنصار همتا بذلك ، فعصمهما الله . وقيل: لما رجع عبد الله بن أبي في أصحابه يوم أحد ، همت الطائفتان باتباعه ، فعصمهما الله .
[ ص: 450 ] فصل
فأما التوكل فقال هو الثقة بالله . وقال ابن عباس: هو إظهار العجز [في الأمر ] ، والاعتماد على غيرك ، ويقال: فلان وكلة تكلة ، أي: عاجز ، يكل أمره إلى غيره . وقال غيره: هو "تفعل" من الوكالة ، يقال: وكلت أمري إلى فلان فتوكل به ، أي: ضمنه ، وقام به ، وأنا متوكل عليه . وقال بعضهم: هو تفويض الأمر إلى الله ثقة بحسن تدبيره . ابن فارس: