[ ص: 456 ] ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون .
قوله تعالى: (ليس لك من الأمر شيء) في سبب نزولها خمسة أقوال .
أحدها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد ، وشج في جبهته حتى سال الدم على وجهه ، فقال: "كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم ، وهو يدعوهم إلى ربهم ، عز وجل؟!" فنزلت هذه الآية . أخرجه في "أفراده" من حديث مسلم وهو قول أنس . ابن عباس ، والحسن ، والربيع . وقتادة ،
والثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لعن قوما من المنافقين ، فنزلت هذه الآية ، قاله ابن عمر .
والثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم هم بسب الذين انهزموا يوم أحد ، فنزلت هذه الآية ، فكف عن ذلك ، نقل عن ابن مسعود ، وابن عباس .
والرابع: أن سبعين من أهل الصفة ، خرجوا إلى قبيلتين من بني سليم ، عصية وذكوان ، فقتلوا جميعا ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم أربعين يوما ، فنزلت هذه الآية ، قاله مقاتل بن سليمان .
[ ص: 457 ] . والخامس: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى ممثلا به ، قال: "لأمثلن بكذا وكذا منهم" فنزلت هذه الآية ، حمزة قاله وفي معنى الآية قولان . الواقدي .
أحدهما: ليس لك من استصلاحهم أو عذابهم شيء .
والثاني: ليس لك من النصر والهزيمة شيء . وقيل: إن "لك" بمعنى "إليك" .
قوله تعالى: (أو يتوب عليهم) قال في نصبه وجهان ، إن شئت جعلته معطوفا على قوله تعالى: الفراء: (ليقطع طرفا) وإن شئت جعلت نصبه على مذهب "حتى" كما تقول: لا أزال معك حتى تعطيني ، ولما نفى الأمر عن نبيه ، أثبت أن جميع الأمور إليه بقوله تعالى: (ولله ما في السماوات وما في الأرض) .