يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير
[ ص: 484 ] قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا) أي: كالمنافقين الذين قالوا لإخوانهم في النفاق ، وقيل: إخوانهم في النسب . قال وإنما قال: "إذا ضربوا" ولم يقل: إذ ضربوا ، لأنه يريد: شأنهم هذا أبدا ، تقول: فلان إذا حدث صدق ، وإذا ضرب صبر . و"إذا" لما يستقبل ، إلا أنه لم يحكم له بهذا المستقبل إلا لما قد خبر منه فيما مضى . قال المفسرون: ومعنى الزجاج: (ضربوا في الأرض): ساروا وسافروا . و"غزى" جمع غازي . وفي الكلام محذوف تقديره: إذا ضربوا في الأرض ، فماتوا ، أو غزوا ، فقتلوا .
قوله تعالى: (ليجعل الله ذلك) قال ليجعل الله ما ظنوا من أنهم لو كانوا عندهم ، سلموا ، ابن عباس: (حسرة في قلوبهم) أي: حزنا . قال الحسرة: التلهف على الشيء الفائت . ابن فارس:
قوله تعالى: (والله يحيي ويميت) أي: ليس تحرز الإنسان يمنعه من أجله .
قوله تعالى: (والله بما تعملون بصير) قرأ ابن كثير ، وحمزة ، يعملون بالياء ، وقرأ الباقون بالتاء . قال والكسائي: أبو علي: حجة من قرأ بالياء أن قبلها غيبة ، وهو قوله تعالى: (وقالوا لإخوانهم) ومن قرأ بالتاء ، فحجته (لا تكونوا كالذين كفروا) .