[ ص: 38 ] وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما
قوله تعالى: وليست التوبة للذين يعملون السيئات في السيئات ثلاثة أقوال .
أحدها: الشرك ، قاله ابن عباس ، وعكرمة .
والثاني: أنها النفاق ، قاله أبو العالية ، وسعيد بن جبير .
والثالث: أنها سيئات المسلمين ، قاله سفيان الثوري ، واحتج بقوله ولا الذين يموتون وهم كفار .
قوله تعالى: حتى إذا حضر أحدهم الموت في الحضور قولان .
أحدهما: أنه السوق ، قاله ابن عمر .
والثاني: أنه معاينة الملائكة لقبض الروح ، قاله أبو سليمان الدمشقي . وقد روى علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس أنه قال: أنزل الله تعالى بعد هذه الآية: إن الله لا يغفر أن يشرك به الآية [النساء: 116] . فحرم المغفرة على من مات مشركا ، وأرجأ أهل التوحيد إلى مشيئته [فلم يؤيسهم من المغفرة] . فعلى هذا تكون منسوخة في حق المؤمنين .


