يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما
قوله تعالى: لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل الباطل: ما لا يحل في الشرع .
قوله تعالى: إلا أن تكون تجارة قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، "تجارة" بالرفع . وقرأ وابن عامر: حمزة ، والكسائي ، بالنصب ، وقد بينا العلة في آخر "البقرة" . وعاصم
قوله تعالى: ولا تقتلوا أنفسكم فيه خمسة أقوال .
[ ص: 61 ] أحدها: أنه على ظاهره ، وأن الله حرم على العبد قتل نفسه ، وهذا الظاهر .
والثاني: أن معناه: لا يقتل بعضكم بعضا ، وهذا قول ابن عباس ، والحسن ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، وقتادة ، والسدي ، ومقاتل ، وابن قتيبة .
والثالث: أن المعنى: لا تكلفوا أنفسكم عملا ربما أدى إلى قتلها وإن كان فرضا ، وعلى هذا تأولها عمرو بن العاص في غزاة ذات السلاسل حيث صلى بأصحابه جنبا في ليلة باردة ، فلما ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، قال له: يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟ فقال: يا رسول الله إني احتلمت في ليلة باردة ، وأشفقت إن اغتسلت أن أهلك ، فذكرت قوله تعالى: ولا تقتلوا أنفسكم فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 62 ] والرابع: أن المعنى: لا تغفلوا عن حظ أنفسكم ، فمن غفل عن حظها ، فكأنما قتلها ، هذا قول والخامس: لا تقتلوها بارتكاب المعاصي . الفضيل بن عياض .