الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا   
قوله تعالى: الذين يبخلون  ذكر المفسرون أنها نزلت في اليهود ، فأما سبب نزولها فقال  ابن عباس   : كان كردم بن زيد ،   [حليف كعب بن الأشرف]  وأسامة بن حبيب ،  ونافع بن أبي نافع ،  وبحري بن عمرو ،  وحيي ابن أخطب ،  ورفاعة بن زيد بن التابوت ،  يأتون رجالا من الأنصار  من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا يخالطونهم ، وينتصحون لهم ، فيقولون لهم: لا تنفقوا أموالكم ، فإنا نخشى عليكم الفقر [في ذهابها] ولا تسارعوا  [ ص: 82 ] في النفقة ، فإنكم لا تدرون ما يكون ، فنزلت هذه الآية . وفي الذي بخلوا به وأمروا الناس بالبخل به قولان . أحدهما: أنه المال ، قاله  ابن عباس ،   وابن زيد .  
والثاني: أنه إظهار صفة النبي صلى الله عليه وسلم ونبوته ، قاله  مجاهد ،   وقتادة ،   والسدي .  
قوله تعالى: ويأمرون الناس بالبخل  قرأ  ابن كثير ،   ونافع ،   وأبو عمرو ،   وعاصم ،   وابن عامر:  بالبخل خفيفا . وقرأ  حمزة ،   والكسائي:  بالبخل محركا ، وكذلك في سورة (الحديد وفي الذين آتاهم الله من فضله قولان . 
أحدهما: أنهم اليهود ، أوتوا علم نعت محمد  صلى الله عليه وسلم فكتموه ، هذا قول الجمهور . 
والثاني: أنهم أرباب الأموال بخلوا بها ، وكتموا الغنى ، ذكره  الماوردي   . في آخرين . 
قوله تعالى: وأعتدنا  قال  الزجاج   : معناه: جعلنا ذلك عتادا لهم ، أي: مثبتا لهم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					