إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما
قوله تعالى: سوف نصليهم نارا قال : أي: نشويهم في نار . ويروى أن يهودية أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاة مصلية ، أي: مشوية . وفي قوله الزجاج بدلناهم جلودا غيرها قولان .
أحدهما: أنها غيرها حقيقة ، ولا يلزم على هذا أن يقال: كيف بدلت [ ص: 113 ] جلود التذت بالمعاصي بجلود ما التذت ، لأن الجلود آلة في إيصال العذاب إليهم ، كما كانت آلة في إيصال اللذة ، وهم المعاقبون لا الجلود .
والثاني: أنها هي بعينها تعاد بعد احتراقها ، كما تعاد بعد البلى في القبور . فتكون الغيرية عائدة إلى الصفة ، لا إلى الذات ، فالمعنى: بدلناهم جلودا غير محترقة ، كما تقول: صغت من خاتمي خاتما آخر . وقال في هذه الآية: تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة ، كلما أكلتهم قيل: لهم: عودوا ، فعادوا . الحسن البصري: