قوله تعالى: يعدهم يعني: الشيطان يعد أولياءه . وفيما يعدهم به قولان .
أحدهما: أنه لا بعث لهم ، قاله . والثاني: النصرة لهم ، ذكره مقاتل وفيما يمنيهم قولان . أبو سليمان الدمشقي .
أحدهما: الغرور والأماني ، مثل أن يقول: سيطول عمرك ، وتنال من الدنيا مرادك . والثاني: الظفر بأولياء الله .
يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا
[ ص: 208 ] قوله تعالى: وما يعدهم الشيطان إلا غرورا أي: باطلا يغرهم به ، فأما المحيص ، فقال : هو المعدل والملجأ ، يقال: حصت عن الرجل أحيص ، ورووا: جضت أجيض بالجيم والضاد ، بمعنى: حصت ، ولا يجوز ذلك في القرآن ، وإن كان المعنى واحدا ، لأن القراءة سنة ، والذي في القرآن أفصح مما يجوز ، ويقال: حصت أحوص حوصا وحياصة: إذا خطت ، قال الزجاج يقال حص عين صقرك ، أي: خط عينه ، والحوص في العين: ضيق مؤخرها ، ويقال: وقع في حيص بيص . وحاص باص: إذا وقع فيما لا يقدر على التخلص منه . الأصمعي: