يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم
[ ص: 265 ] قوله تعالى: يستفتونك في سبب نزولها قولان .
أحدهما: أنها نزلت في روى جابر بن عبد الله . أبو الزبير عن قال: مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني هو جابر [وهما ماشيان] فوجدني قد أغمي علي ، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم صب علي من وضوئه ، فأفقت ، وقلت يا رسول الله كيف أصنع في مالي وكان لي تسع أخوات ، ولم يكن لي ولد؟ فلم يجبني بشيء ، ثم خرج وتركني ثم رجع إلي وقال: يا وأبو بكر لا أراك ميتا من وجعك هذا ، وإن الله عز وجل قد أنزل في أخواتك ، وجعل لهن الثلثين ، فقرأ علي هذه الآية: جابر (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة فكان يقول: أنزلت هذه الآية في . جابر
والثاني: أن الصحابة أهمهم بيان شأن الكلالة فسألوا عنها نبي الله ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول وقال قتادة . سعيد بن المسيب: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كيف نورث الكلالة؟ فقال: "أوليس قد بين الله تعالى ذلك ، ثم قرأ: عمر بن الخطاب (وإن كان رجل يورث كلالة" فأنزل الله عز وجل (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة .
[ ص: 266 ] قوله تعالى: إن امرؤ هلك أي: مات (ليس له ولد يريد: ولا والد: فاكتفى بذكر أحدهما ، ويدل على المحذوف أن الفتيا في وهي من ليس له ولد ولا والد . الكلالة ،
قوله تعالى: وله أخت يريد من أبيه وأمه (فلها نصف ما ترك) عند انفرادها (وهو يرثها) أي: يستغرق ، وهذا هو الأخ من الأب والأم ، أو من الأب ميراث الأخت إذا لم يكن لها ولد ولا والد (فإن كانتا اثنتين) يعني: أختين . وسئل الأخفش ما فائدة قوله "اثنتين" و "كانتا" لا يفسر إلا باثنتين؟ فقال: أفادت العدد العاري عن الصفة ، لأنه يجوز في "كانتا" صغيرتين ، أو حرتين ، أو صالحتين ، أو طالحتين ، فلما قال: "اثنتين" فإذا إطلاق العدد على أي وصف كانتا عليه (فلهما الثلثان) من تركة أخيهما الميت (وإن كانوا) يعني: المخلفين .
قوله تعالى: يبين الله لكم أن تضلوا قال لئلا تضلوا . وقال ابن قتيبة: : فيه قولان . الزجاج
أحدهما: أن لا تضلوا ، فأضمرت لا . والثاني: كراهية أن تضلوا ، وهو قول البصريين . قال أن تضلوا في شأن المواريث . ابن جريج: