[ ص: 316 ] يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين
قوله تعالى: يا أهل الكتاب فيهم قولان .
أحدهما: أنهم اليهود . والثاني: اليهود والنصارى . والرسول محمد صلى الله عليه وسلم .
قوله تعالى: يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب قال : أخفوا آية الرجم وأمر ابن عباس محمد صلى الله عليه وسلم وصفته (ويعفو عن كثير) يتجاوز ، فلا يخبرهم بكتمانه . فإن قيل: كيف كان له أن يمسك عن حق كتموه فلا يبينه؟ فعنه جوابان .
أحدهما: أنه كان متلقيا ما يؤمر به ، فإذا أمر بإظهار شيء من أمرهم ، أظهره ، وأخذهم به ، وإلا سكت .
والثاني: أن عقد الذمة إنما كان على أن يقروا على دينهم ، فلما كتموا كثيرا مما أمروا به ، واتخذوا غيره دينا ، أظهر عليهم ما كتموه من صفته وعلامة نبوته ، لتتحقق معجزته عندهم ، واحتكموا إليه في الرجم ، فأظهر ما كتموا مما يوافق شريعته ، وسكت عن أشياء ليتحقق إقرارهم على دينهم .
قوله تعالى: قد جاءكم من الله نور قال يعني بالنور: النبي قتادة: محمدا صلى الله عليه وسلم .
وقال غيره: هو الإسلام ، فأما الكتاب المبين ، فهو القرآن .