أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون
[ ص: 376 ] قوله تعالى: أفحكم الجاهلية يبغون قرأ الجمهور "يبغون" بالياء ، لأن قبله غيبة ، وهي قوله: وإن كثيرا من الناس لفاسقون وقرأ "تبغون" بالتاء ، على معنى: قل لهم . وسبب نزولها: ابن عامر: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حكم بالرجم على اليهوديين تعلق بنو قريظة ببني النضير ، وقالوا: يا محمد هؤلاء إخواننا ، أبونا واحد ، وديننا واحد ، إذا قتلوا منا قتيلا أعطونا سبعين وسقا من تمر ، وإن قتلنا منهم واحدا أخذوا منا أربعين ومائة وسق ، وإن قتلنا منهم رجلا قتلوا به رجلين ، وإن قتلنا امرأة قتلوا بها رجلا ، فاقض بيننا بالعدل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس لبني النضير على بني قريظة فضل في عقل ولا دم" فقال بنو النضير: والله لا نرضى بقضائك ، ولا نطيع أمرك ، ولنأخذن بأمرنا الأول ، فنزلت هذه الآية ، رواه عن أبو صالح قال ابن عباس . : ومعنى الآية: أتطلب اليهود حكما لم يأمر الله به ، وهم أهل كتاب الله ، كما تفعل الجاهلية؟! . الزجاج
قوله تعالى: ومن أحسن من الله حكما قال : ومن أعدل؟! . ابن عباس
وفي قوله: لقوم يوقنون قولان .
أحدهما: يوقنون بالقرآن ، قاله والثاني: يوقنون بالله ، قاله ابن عباس . . وقال مقاتل : من أيقن تبين عدل الله في حكمه . الزجاج