بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين
قوله تعالى: بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل "بل" هاهنا رد لكلامهم ، أي: ليس الأمر على ما قالوا من أنهم لو ردوا لآمنوا .
وقال : "بل" استدراك وإيجاب بعد نفي ، تقول ما جاء زيد ، بل عمرو وفي معنى الآية أربعة أقوال . الزجاج
أحدها بدا ما كان يخفيه بعضهم عن بعض ، قاله الحسن .
والثاني: بدا بنطق الجوارح ما كانوا يخفون من قبل بألسنتهم قاله . مقاتل
والثالث: بدا لهم جزاء ما كانوا يخفونه ، قاله المبرد .
[ ص: 24 ] والرابع: بدا للأتباع ما كان يخفيه الرؤساء ، قاله . الزجاج
قوله تعالى: ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه قال : لعادوا إلى ما نهوا عنه من الشرك ، وإنهم لكاذبون في قولهم: ابن عباس ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين
قال كذبهم الله في إخبارهم عن أنفسهم ، أنهم إن ردوا ، آمنوا ولم يكذبوا ، ولم يكذبهم في التمني . ابن الأنباري:
قوله تعالى: وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا هذا إخبار عن منكري البعث . قال لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كفار مقاتل: مكة بالبعث ، قالوا هذا . وكان يقول: هذا حكاية قولهم ، لو ردوا لقالوه . عبد الرحمن بن زيد بن أسلم