فيه ثلاثة أقوال .
أحدها: أن ظاهر الألف الاستفهام ، دخل على معنى العلم ليقع به تحقيق قال جرير:
ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح
معناه: أنتم خير من ركب المطايا .
والثاني: أنهم قالوه لاستعلام وجه الحكمة ، لا على وجه الاعتراض . ذكره الزجاج .
والثالث: أنهم سألوا عن حال أنفسهم ، فتقديره: أتجعل فيها من يفسد فيها ونحن نسبح بحمدك أم لا؟
وهل علمت الملائكة أنهم يفسدون بتوقيف من الله تعالى ، أم قاسوا على حال من قبلهم؟ فيه قولان .
أحدهما: أنه بتوقيف من الله تعالى ، قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، وقتادة ، وابن زيد ، وروى وابن قتيبة ، عن أشياخه: أنهم قالوا: ربنا وما يكون [ ص: 61 ] ذلك الخليفة قال: يكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ، ويقتل بعضهم بعضا ، فقالوا: السدي أتجعل فيها من يفسد فيها .
والثاني: أنهم قاسوه على أحوال من سلف قبل آدم ، روي نحو هذا عن وأبي العالية ، ابن عباس ، ومقاتل .