قوله تعالى: قال يا آدم أنبئهم أي: أخبرهم ، وروي عن أنبئهم بكسر الهاء ، قال ابن عباس: أبو علي: قراءة الجمهور على الأصل ، لأن أصل هذا الضمير أن تكون الهاء مضمومة فيه ، ألا ترى أنك تقول: ضربهم وأبناءهم ، وهذا لهم . ومن كسر أتبع كسر الهاء التي قبلها وهي كسرة الباء . والهاء والميم تعود على الملائكة . وفي الهاء والميم [ ص: 64 ] من "أسمائهم" قولان . أحدهما: أنها تعود على المخلوقات التي عرضها ، قاله الأكثرون .
والثاني: أنها تعود على الملائكة ، قاله الربيع بن أنس .
وفي الذي أبدوه قولان . أحدهما: أنه قولهم: أتجعل فيها من يفسد فيها ، ذكره عن أشياخه . والثاني: أنه ما أظهروه من السمع والطاعة لله حيث مروا على جسد السدي آدم ، فقال إبليس: إن فضل هذا عليكم ما تصنعون؟ فقالوا: نطيع ربنا ، فقال إبليس في نفسه: لئن فضلت عليه لأهلكنه ، ولئن فضل علي لأعصينه ، قاله مقاتل .
وفي الذي كتموه قولان . أحدهما: أنه اعتقاد الملائكة أن الله تعالى لا يخلق خلقا أكرم منهم ، قاله الحسن وأبو العالية والثاني: أنه ما أسره إبليس من الكبر والعصيان ، رواه وقتادة . عن أشياخه ، وبه قال السدي مجاهد ، وابن جبير ، ومقاتل .