قوله تعالى: إلا إبليس .
في هذا الاستثناء قولان .
أحدهما: أنه استثناء من الجنس ، فهو على هذا القول من الملائكة ، قاله في رواية ، ابن مسعود وقد روي عن وابن عباس . أنه كان من الملائكة ، ثم مسخه الله تعالى شيطانا . والثاني: أنه من غير الجنس ، فهو من الجن ، قاله ابن عباس الحسن قال والزهري . كان إبليس من خزان الجنة ، وكان يدير أمر السماء الدنيا . فإن قيل: كيف استثني وليس من الجنس؟ فالجواب: أنه أمر بالسجود معهم ، فاستثني منهم ، لأنه لم يسجد ، وهذا كما تقول: أمرت عبدي وإخوتي فأطاعوني إلا عبدي ، هذا قول ابن عباس: الزجاج .
وفي إبليس قولان . أحدهما: اسم أعجمي ليس بمشتق ، ولذلك لا يصرف ، هذا قول أبي عبيدة ، والزجاج والثاني: أنه مشتق من الإبلاس ، وهو: اليأس ، روي عن وابن الأنباري . أبي صالح ، وذكره وقال: إنه لم يصرف ، لأنه لا سمي له ، فاستثقل . قال شيخنا ابن قتيبة أبو منصور اللغوي: والأول أصح ، لأنه لو كان من الإبلاس لصرف ، ألا ترى أنك لو سميت رجلا: بإخريط وإجفيل; لصرف في المعرفة .
قوله تعالى: أبى معناه: امتنع ، واستكبر استفعل من: الكبر ، وفي " وكان " قولان . أحدهما: أنها بمعنى: صار ، قاله والثاني: أنها بمعنى الماضي ، فمعناه: كان في علم الله كافرا ، قاله قتادة . مقاتل ، وابن الأنباري .