واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون
قوله تعالى: واسألهم يعني أسباط اليهود ، وهذا سؤال تقرير وتوبيخ يقررهم على قديم كفرهم ، ومخالفة أسلافهم الأنبياء ، ويخبرهم بما لا يعلم إلا بوحي وفي القرية خمسة أقوال .
أحدها: أنها أيلة ، رواه مرة عن ابن مسعود ، عن وأبو صالح وبه قال ابن عباس ، الحسن ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، والسدي .
والثاني: أنها مدين ، رواه عن عكرمة ابن عباس .
والثالث: أنها ساحل مدين ، روي عن قتادة .
والرابع: أنها طبرية ، قاله الزهري .
والخامس: أنها قرية يقال لها: مقنا ، بين مدين وعينونا ، قاله ابن زيد . ومعنى حاضرة البحر مجاورة البحر وبقربه وعلى شاطئه . إذ يعدون قال : أي: يظلمون ، يقال: عدا فلان يعدو عدوانا وعداء وعدوا وعدوا إذا ظلم ، وموضع "إذ" نصب; والمعنى: سلهم عن وقت عدوهم في السبت . الزجاج إذ تأتيهم حيتانهم في موضع نصب أيضا بـ "يعدون" والمعنى: سلهم إذ عدوا [ ص: 277 ] في وقت الإتيان . شرعا أي: شرعا: ظاهرة . كذلك نبلوهم أي: مثل هذا الاختبار الشديد نختبرهم بفسقهم . ويحتمل على بعد أن يكون المعنى ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك ، أي: لا تأتيهم شرعا; ويكون نبلوهم مستأنفا . وقرأ الحسن ، والأعمش ، وأبان ، والمفضل عن يسبتون بضم الياء . عاصم: