القول في تأويل قوله تعالى :

[ 7 ] nindex.php?page=treesubj&link=19860_19863_25510_30475_30945_34128_34370_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين .

nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7كيف يكون للمشركين عهد أي : أمان nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7عند الله وعند رسوله أي : وهم كافرون بهما ، فالاستفهام بمعنى الإنكار والاستبعاد لأن يكون لهم عهد nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام يعني أهل مكة الذين عاهدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية على ترك الحرب معهم عشر سنين nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم أي : فما داموا مستقيمين على عهدهم ، مراعين لحقوقكم ، فاستقيموا لهم على عهدهم .

nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7إن الله يحب المتقين أي : فاتقوه في نقض عهد المستقيمين على عهدهم .

قال nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : وقد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك والمسلمون ، استمر العقد والهدنة مع أهل مكة من ذي القعدة سنة ست إلى أن نقضت قريش العهد ، ومالؤوا حلفاءهم ، وهم بنو بكر ، على خزاعة أحلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقتلوهم معهم في الحرم أيضا ، فعند ذلك غزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان سنة ثمان ، ففتح الله عليه البلد الحرام ، ومكنه من نواصيهم ، ولله الحمد والمنة ، فأطلق من أسلم منهم ، بعد القهر والغلبة عليهم ، فسموا الطلقاء ، وكانوا [ ص: 3080 ] قريبا من ألفين ، ومن استمر على كفره ، وفر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعث إليه بالأمان والتسيير في أربعة أشهر ، يذهب حيث شاء ، ومنهم nindex.php?page=showalam&ids=90صفوان بن أمية ، nindex.php?page=showalam&ids=28وعكرمة بن أبي جهل وغيرهما ، ثم هداهم الله للإسلام .

وقوله تعالى :

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :

[ 7 ] nindex.php?page=treesubj&link=19860_19863_25510_30475_30945_34128_34370_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ .

nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ أَيْ : أَمَانٌ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ أَيْ : وَهُمْ كَافِرُونَ بِهِمَا ، فَالْاسْتِفْهَامِ بِمَعْنَى الْإِنْكَارِ وَالِاسْتِبْعَادِ لِأَنْ يَكُونَ لَهُمْ عَهْدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ يَعْنِي أَهْلَ مَكَّةَ الَّذِينَ عَاهَدَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى تَرْكِ الْحَرْبِ مَعَهُمْ عَشْرَ سِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ أَيْ : فَمَا دَامُوا مُسْتَقِيمِينَ عَلَى عَهْدِهِمْ ، مُرَاعِينَ لِحُقُوقِكُمْ ، فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ عَلَى عَهْدِهِمْ .

nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ أَيْ : فَاتَّقُوهُ فِي نَقْضِ عَهْدِ الْمُسْتَقِيمِينَ عَلَى عَهْدِهِمْ .

قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ : وَقَدْ فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ ، اسْتَمَرَّ الْعَقْدُ وَالْهُدْنَةُ مَعَ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ إِلَى أَنْ نَقَضَتْ قُرَيْشٌ الْعَهْدَ ، وَمَالَؤُوا حُلَفَاءَهُمْ ، وَهُمْ بَنُو بَكْرٍ ، عَلَى خُزَاعَةَ أَحْلَافِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَتَلُوهُمْ مَعَهُمْ فِي الْحَرَمِ أَيْضًا ، فَعِنْدَ ذَلِكَ غَزَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْبَلَدَ الْحَرَامَ ، وَمَكَّنَهُ مِنْ نَوَاصِيهِمْ ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ ، فَأُطْلِقَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ ، بَعْدَ الْقَهْرِ وَالْغَلَبَةِ عَلَيْهِمْ ، فَسُمُّوا الطُّلَقَاءَ ، وَكَانُوا [ ص: 3080 ] قَرِيبًا مِنْ أَلْفَيْنِ ، وَمَنِ اسْتَمَرَّ عَلَى كُفْرِهِ ، وَفَرَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بَعَثَ إِلَيْهِ بِالْأَمَانِ وَالتَّسْيِيرِ فِي أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ، يَذْهَبُ حَيْثُ شَاءَ ، وَمِنْهُمْ nindex.php?page=showalam&ids=90صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=28وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَغَيْرُهُمَا ، ثُمَّ هَدَاهُمُ اللَّهُ لِلْإِسْلَامِ .

وَقَوْلُهُ تَعَالَى :