[ ص: 271 ] القول في تأويل قوله تعالى :
[136 ] قولوا آمنا بالله وما أنـزل إلينا وما أنـزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون
"قولوا" أي يا أيها الذين آمنوا . وفيه إظهار لمزية فضل الله عليهم حيث يلقنهم ولا يستنطقهم فيقصروا في مقالهم : آمنا بالله وما أنـزل إلينا أي : من الكتاب الذي تقدم إنه الهدى : وما أنـزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط من الأحكام التي كانوا متعبدين بها ، مما اشتملت عليه صحف أبيهم إبراهيم عليه السلام ومن الموحى إليهم خاصة . والأسباط هم أولاد يعقوب الاثنا عشر المتقدم ذكرهم ، جمع سبط وهو الحافد . سموا بذلك لكونهم حفدة إبراهيم وإسحاق . وما أوتي موسى وعيسى من التوراة والإنجيل وما أوتي النبيون من ربهم مما ذكر ، وغيرهم. لا نفرق بين أحد منهم في الإيمان فلا نؤمن ببعض ونكفر ببعض كما فعلت اليهود والنصارى "ونحن له مسلمون" منقادون .
وقد روى عن البخاري رضي الله عنه قال : أبي هريرة . كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا : آمنا بالله وما أنزل إلينا »